للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من هذا الوجه؛ ومن حديث أبي هريرة (١) بسند ليِّن فيه أحمد بن منصور الشُّونِيزِي (٢)، فكأنه أدخل عليه، وهو إسناد مختلف لهذا المتن قطعًا (٣) قال


= تدور حول التضعيف الشديد، ولذا قال الحافظ عنه: "ضعيف جدًّا"، بل قال الحاكم نفسه: "أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر"، كما ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات". ويزيده ضعفًا: الانقطاعُ بين الضحاك وابن عباس، وقد جزم بذلك عبد الملك بن ميسرة ومشاش وشعبة. انظر: "التهذيب" (٢/ ٢٢٦). وممن حكم عليه بالوضع: الصغاني في موضوعاته رقم (١٤٠)، وابن القيم في "المنار" (ص ١٠٣)، وابن رجب في "اللطائف" (ص ١١٢)، وابن حجر الهيتمي في "الصواعق المحرقة" (٢/ ٥٣٥)، والعامري في "الجد الحثيث" رقم (٤٧٧)، والمالكي في "النخبة البهية" رقم (٣٣٦).
(١) "الموضوعات" (٢/ ٥٦٧)، رقم (١١٤٠) من طريق أحمد بن منصور النوشري ثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد ثنا إبراهيم الحربي ثنا شريح بن النعمان ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا مطولًا، وفيه: "ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينه تلك السنة كلها … " وهذا مختلف لحديث ابن عباس حيث قيده في تلك السنة فقط.
قال ابن الجوزي عقبه: هذا الحديث لا شك عاقل في وضعه، ولقد أبدع مَنْ وضَعَه وكشف القناع ولم يَستَحْي، وأتى فيه بالمستحيل وهو قوله: "وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء" وهذا تغفيل من واضعه؛ لأنه إنما سمي عاشوراء إذا سبقه تسعة!!. اهـ. وعليه، فقول المؤلف: "بسند لين" لا يعني جواز تقوية الحديث به إذ متنه موضوع.
(٢) كذا في جميع النسخ "الشُّونِيزِي"، وفي المطبوع من "الموضوعات": أحمد بن منصور "النوشري".
والمؤلف نقله من الحافظ في "الدراية" (ص ٢٨١).
و"الشُّونِيزِي": بضم الشين المعجمة، وكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخره الزاي. هذه النسبة إلى شيئين: أحدهما: الموضع المعروف ببغداد وهو "الشونيزية" به المقبرة المشهورة التي بها مشايخ الطريقة ومسجدهم، والآخر: نسبة إلى بيع "الشونيز" وهي الحبة السوداء المعروفة. انظر: "الأنساب" (٣/ ٤٧١ - ٤٧٢).
و"النُّوشَرِي": بضم النون وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نُوشَر، قرية وجدٌّ. وذكر السمعاني منهم أحمد بن منصور. انظر: "الأنساب" (٥/ ٥٣٦)؛ و"لب اللباب" (٢/ ٣٠٥). وهو أحمد بن منصور أبو بكر الوراق؛ مولده سنة ثمان وثلاثمائة. قال الخطيب: كان ثقة. مات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. انظر: "تاريخ بغداد" (٦/ ٣٦٨).
(٣) وأخرج ابن النجار في "تاريخه" كما في "اللآليء" للسيوطي (٢/ ٩٤)، وابن العديم =

<<  <  ج: ص:  >  >>