للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعند الديلمي عن أبي هريرة رفعه: "إنَّ الله يُبغِض الشَّيخَ الغِرْبِيبَ" (١)، وهو بكسر (الغين) (٢) المعجمة وسكون الراء بعدها موحَّدة مكسورة ثم تحتانية ثم موحَّدة: الشديد السواد، وجمعه: "غَرَابِيبُ"، يعني: الذي لا يَشِيب. وقيل: الذي يُسَوِّد شعره (٣).


= أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عَزُّون البخاري بهمذان حدثنا أبو محمد لؤلؤ بن عبد الله القصيري ثنا إبراهيم بن عبد الصمد ثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن الزهري عن أنس بن مالك به نحوه.
وإسناده مسلسل بالمجاهيل من شيخ المؤلف والراويين بعده، فلم أقف على تراجمهم. ولؤلؤ بن عبد الله القصيري ترجم له الخطيب في "تاريخه" (١٤/ ٥٤٦ - ٥٤٧) وقال: "سألت البرقاني عن لؤلؤ القيصري فقال: كان خادمًا حضر مجلس أصحاب الحديث فعلقت عنه أحاديث، فقلت: فكيف حاله؟ قال: لا أخبره. قلتُ: ولم أسمع أحدًا من شيوخنا يذكره إلا بالجميل". وهذا لا يكفي لرفع جهالة حاله، ولا يعرف الحديث من رواية أبي مصعب عن مالك عن الزهري ألبتة إلا من هذا الوجه، فهو منكر جدًا.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ١٨٤)، وابن عدي (٢/ ٢٠)، والديلمي كما في "الزهر" (ج ٣/ ق ٢١٥)؛ وابن الجوزي في "الموضوعات" رقم (٣٧٣)؛ كلهم من طريق سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب عن الحسن عن أنس رفعه نحوه.
وإسناده واهٍ بمرة، وهو مسلسل بالضعفاء، بدءًا من سويد فالراويين فوقه، وأشدهم ضعفًا: أيوب، قال عنه البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان عن نوح: "منكر الحديث جدًّا … يجب التنكُّب عن حديثهما لما فيه من المناكير ومخالفة الأثبات"، وقال عن الحديث: "باطل لا أصل له".
(١) انظر: "الزهر" (ج ٣/ ق ٢٤٣ - ٢٤٤) من طريق رشدين عن عبد الرحمن بن عمر عن عثمان بن عبيد الله بن رافع عن أبي هريرة مرفوعًا مثله.
وأخرجه ابن عدي (٤/ ٨٤ - ٨٥) من طريق رشدين بن سعد هذا لكنه قال: عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة به مثله.
قال ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" (٢/ ٦٠٣): "وهذا لا يرويه غير رشدين وهو ضعيف جدًّا". ورمز له السيوطي بالضعف في "الجامع الصغير" رقم (١٨٥١)، وبه قال المناوي في "الفيض" (٢/ ٢٨٤)، والألباني في "الضعيفة" (٣/ ٦٦٤)، رقم (١٤٧١).
(٢) زيادة من (ز).
(٣) كذا ذكره ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ٢٩٥). وفي (م): "الذي لا يسود شعره"، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>