كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الميم - ١١٦٤ - حديث: من عشق فعف، وكتم فمات، مات شهيدا. - ج: 5 - ص: 147

سويد بن سعيد (١)، عن علي بن مُسهِر، عن أبي يحيى القتات (٢)، عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعًا بلفظ: "فهو شهيد" (٣).

وكذا رواه جعفر السرَّاج (٤) في مصارع العُشَّاق (٥) من حديث الحسن بن علي الأشناني (٦)

---

= قاسم: "ثقة إن شاء الله"، وقال النباتي: "ثقة فاضل إمام من الأئمة، لم يذكره أحد بكذب ولا تدليس في الحديث". انظر: "اللسان" (٣/ ٤٠٥ - ٤٠٨).
(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٤١٥).
(٢) أبو يحيى القتَّات، بقاف ومثناة مثقَّلة وآخره مثناة أيضًا، الكوفي، اسمه: زاذان، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك: لين الحديث، من السادسة. بخ د ت ق. انظر: "التقريب" (ص ٦٠٢).
(٣) "تاريخ بغداد" (٣/ ١٦٦) من هذا الوجه بلفظ: "من عشق وكتم، وعفَّ وصبر، غفر الله له وأدخله الجنة"، وأما اللفظ الذي ذكره المؤلف فإنه في موضع آخر من التاريخ.
وأخرجه أيضًا: ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٤٤٧)، وابن عساكر في "تاريخه" (٤٣/ ١٩٥)، والسلفي في "الطيوريات" رقم (١١٢)، وابن الجوزي في "العلل" رقم (١٢٨٦ - ١٢٨٧)؛ كلهم من طريق سويد به بألفاظ متقاربة.
قال ابن الجوزي: "لا يصح عن رسول الله ﷺ، أما الطريقان الأولان فمدارهما على سويد بن سعيد، قال ابن حبان: من روى مثل هذا عن علي بن مسهر يجب مجانبة رواياته، وقال يحيي بن معين: لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو سويد بن سعيد، قال الدارقطني: كان سويد لما كبر يقرأ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه". اهـ.
وقد أنكره عليه غيرهم من الأئمة كابن عدي والحاكم والبيهقي وابن طاهر كما نقله الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٣٢٥) وضعفه المناوي في "التيسير" (٢/ ٤٣١). وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص ١٣٧ - ١٣٨): "موضوع"، وكذا الكرمي في "الفوائد الموضوعة" (ص ١٣٩)، والألباني في "الضعيفة" رقم (٤٠٩). وقد أطال ابن القيم في بيان بطلانه في "الهدي" (٤/ ٢٧٥)، وقال في "روضة المحبين" (ص ١٨٠): "باطل على رسول الله ﷺ قطعًا، لا يشبه كلامه … ".
(٤) أبو محمد، جعفر بن أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، حافظ عصره وعلامة زمانه، ولد في أواخر سنة سبع عشرة وأربعمائة، أو أوائلٍ ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد، وتوفي بها سنة خمسمائة. قال ابن رجب: "كان أديبًا شاعرًا لطيفًا صدوقًا ثقة، صنف كتبًا حسانًا، منها كتاب مصارع العشاق … ". انظر: "وفيات الأعيان" (١/ ٣٥٧ - ٣٥٨)؛ و"ذيل الطبقات" (١/ ٢٣٤).
(٥) "مصارع العشاق" (ص ١٤ ط. دار صادر) من هذا الوجه مثله.
(٦) هو: الحسن بن علي بن مالك بن أشرس، أبو محمد الشيباني المعروف بالأُشناني. =