للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما كان حق أن يُنَوَّلَ عاشِقٌ … تكَلَّف إدلاجَ السُّرَى (١) والوَدَائقِ (٢)

قالت: نعم فديتك؛ فقدَّموه فضربوا عُنُقَه، فجاءت المرأة فوقفتْ (٣) عليه فشَهَقَتْ شَهْقَةً (٤) أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدِموا على رسول الله أخبروه بذلك، فقال رسول الله : "أما كان فيكم رجلٌ رحيم؟ " (٥). وقال الطبراني: "لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الاسناد تفرد به محمد بن علي" (٦). وهو في مصارع العشاق من طريق أبي نعيم عن الطبراني (٧). وأخرجه الخرائطي (٨) والديلمي (٩) وغيرهما؛ ولفظه عند بعضهم: "من عشق فعفَّ، فكتم فصبر فمات، فهو شهيد". ونظيره في توالي التعقيب بالفاء قوله تعالى: ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (١٤) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (١٥)[الشمس: ١٣ - ١٥].


(١) (الإدلاج) هو السير في أول الليل "التاج" (٥/ ٥٧١)، و (السُّرَى) هو السير عامة الليل "المعجم الوسيط" (ص ٤٢٨).
(٢) جمع "وديقة"؛ أي: حرٌّ شديدٌ، أشد ما يكون من الحر بالظَّهَائِر. انظر: "النهاية" (٢/ ٨٣٦).
(٣) في (م): "فوقعت" وهو تحريف.
(٤) شَهَقَ: كمنع وضرب وسمِع، شَهيقًا وشُهُوقًا وشُهاقًا: إذا تردد البكاء في صدره. انظر: "تاج العروس" (٢٥/ ٥٤٠).
(٥) الحديث أخرجه أيضًا: الطبراني في "الكبير" (١١/ ٣٦٩ - ٣٧٠)، رقم (١٢٠٣٧) من طريق النسائي به. وهذا الإسناد صححه الحافظ ابن حجر وحسنه الهيثمي كما مرّ، ووافقه -أي: الهيثمي- الألبانيُّ كما في "الصحيحة" (٦/ ١٨٥). والأقرب أنه حسن الإسناد لحال علي بن الحسين بن واقد فإنه صدوق يهم كما مر.
(٦) "المعجم الأوسط" (٢/ ١٩٦).
(٧) لم أجده فيه من هذا الوجه، ولكن من جهة ابن المرزبان بإسناده إلى أبي مسعود الأسلمي عن أبيه موقوفًا نحوه. انظر: "حكاية إسلام حُبَيش على بُعد العيش" (ص ٣١٤ - ٣١٦ من المصارع).
(٨) "اعتلال القلوب" للخرائطي (ص ٥٩)، رقم (١٠٦) من حديث ابن عباس، وقد مر.
(٩) "مسند الديلمي" (ل ١٢٣/ ب/ لالهلي) من حديث ابن عباس بهذا اللفظ، وقد مر أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>