للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنه يُحفظ من مطلق الألم. وفي روض الأفكار لابن الرُّكن الحلبي (١) نقلًا عن الغزالي، أنه بلغه عن غير واحد من الصالحين وأرباب القلوب، أنه من قرأ في ركعتي الفجر بهما، قَصُرت يد كل ظالمٍ وعدوٍّ عنه ولم يجعل لهم إليه سبيلًا، قال: "وهذا صحيح لا شك فيه" انتهى، ولم أره في الإحياء (٢). وكذا قراءة سورة ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾ (٣) عقب الوضوء لا أصل له (٤)، وإن رأيت في المقدمة المنسوبة للإمام أبي الليث من الحنفية (٥) إيرادَه، مما (٦) الظاهر إدخالُه


= غير ذلك. راجع: "صفة صلاة النبي" للألباني (ص ١٠٩ - ١١٢) ولم يرد حديث في الحث على قراءة هاتين السورتين.
(١) محمد بن أحمد بن علي بن سليمان، الشمس أبو عبد الله بن الرُّكن المعرِّي ثم الحلبي الشافعي. ولد في سنة بضعِ وثلاثين وسبعمائة، ومات مقتولًا على يد "تمرلنك" سنة ثلاث ثمانمائة، وكان عالمًا صالحًا مفتيًا. من كتُبِه: "روض الأفكار وغرر الحكايات والأخبار" رتبه على ستة وعشرين بابًا في أحوال السلف من حكمة بليغة وعِظَة لطيفة. انظر: "الضوء اللامع" (٧/ ١٢ - ١٣)، و"كشف الظنون" (١/ ٩١٧). ولم أقف على الكتاب ولا أشار أحد إلى وجوده فيما أعلم.
(٢) لم أقف عليه أيضًا، وهذا التصحيح فيه نظر كبير، إذ لم يُذكر هذا الفضل فيمن قرأ بما ورد عن النبي مما يُمَاثِلُهما من السور أو أكثر منهما آيةً، فكيف يكون لقراءتهما هذا الفضل مع عدم ورود ما يحث على قراءتهما أصلًا؟!
(٣) أي: سورة (القَدر).
(٤) قال الشيخ الألباني: "قوله: "لا أصل له"، يوهم أنه لا إسناد له وليس كذلك" "الضعيفة" (١/ ١٦٧). وقد سئل السيوطي في (الحاوي) (١/ ٣٣٩) عن الحديث الوارد في قراءة سورة القدر بعد الوضوء وما حاله؟ فقال: "روى الديلمي في "مسند الفردوس" من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "من قرأ في إثر وضوئه ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)﴾ " مرة واحدة كان من الصديقين، ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، ومن قرأها ثلاثًا حشره الله محشر الأنبياء". وأبو عبيدة مجهول. قال الألباني: "وفيه علة أخرى وهي عنعنة البصري، وأما الحديث فلوائح الوضع عليه ظاهرة، وظني أن الآفة من هذا المجهول أو ممن دونه، لكن السيوطي لم يسق من إسناده إلا ما ذكرت" "الضعيفة" رقم (٣/ ٦٤٦).
(٥) أبو الليث، نصر بن محمد بن أحمد السمرقندي، إمام الهدى، تفقه على أبي جعفر الهِنْدُوَاني. من آثاره: كتاب "مقدمة الصلاة" المشهورة، و"تنبيه الغافلين" وغير ذلك. توفي سنة ثلاث -وقيل: خمس- وتسعين وثلاثمائة. انظر: "تاج التراجم" (ص ٣١٠).
(٦) في (م): "ما"، وهو صحيح أيضًا إذا كانت موصولية.

<<  <  ج: ص:  >  >>