كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الهمزة - ٧٥ - حديث: إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه، فإنه أنجح للحاجة. - ج: 1 - ص: 299

وهشام وحجَّاج ضعيفان.

وأخرجه الدَّيلميُّ في مسنده (١) مِنْ جهةِ أبي (٢) جَهْضَمٍ، بسنَدِهِ إلى ابنِ عباسٍ، قال: مثله. والطبرانيُّ في "الأوسط" (٣) مِنْ حديثِ إبراهيمَ ابن أبي عَبْلةَ، سَمِعتُ أمَّ الدَّرداءِ (٤) تُخبِرُ عن أبي الدَّرداءِ مرفوعًا: "إذا كتبَ أحدكم إلى إنسانٍ فليَبدأ بنفسِهِ، وإذا كتَبَ فليُترِّب كتابَه، فهو أنجح".

وكلها ضعيفةٌ (٥).

---

(١) "مسند الفردوس" (النسخة السعيدية) من طريق أبي الحسن بن جهضم بإسناده إلى ابن جريج عن عطاء.
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٠٢) من طريق بقية، وقال: عن ابن جريج في نسخةٍ كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة، يُشبه أن يكون بقية سمعه من إنسانٍ ضعيفٍ عن ابن جريج، فدلَّس عليه فالتزق كلُّ ذلك به، ومنها عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال فذكره.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٧٥)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٨٣ رقم ١٠٦)، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٥/ ٣٦٩).
(٢) كذا في سائر النسخ المعتمدة، والصواب: (ابن)، كما في "مسند الفردوس"، ومصادر الترجمة.
وابن جهضم؛ هو: أبو الحسن علي بن عبد الله بن جَهْضَم الهمذاني؛ متهم بوضع الحديث، وتقدمت ترجمته في الحديث (٨).
فالإسناد ضعيف جدًّا أو موضوع كما قال ابن حبان.
(٣) "المعجم الأوسط" (٣/ ٢٣ رقم ٢٣٤٧) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري قال: حدثنا محمد بن إسحاق العكاشي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به فذكره.
وسليمان بن سلمة الخبائري؛ متروك، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٢٣).
ومحمد بن إسحاق العكاشي؛ هو: محمد بن عكاشة الكِرماني، كذَّاب، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٦٦)، فالإسناد ساقط بسببهما.
(٤) أم الدرداء؛ اسمها هجيمة، وقيل: جهيمة الأوصابية الدمشقية، وهي الصغرى، وأما الكبرى فاسمها خيرة، ولا رواية لها في هذه الكتب، والصغرى: ثقة فقيهة. "التقريب" (٨٧٢٨).
(٥) وقال ابن الجوزي -بعد أن ساق الحديث من الطرقٍ السابقة-: ليس في هذه الأحاديث ما يصحُّ عن رسول الله ﷺ. "العلل المتناهية" (١/ ٨٤).