للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر البهاء السبكي (١) أنه لم يظفر به في شيء من الكتب (٢).

وكذا قاله جَمْعٌ جَمٌّ من أهل اللغة، ثم رأيت بخط شيخنا أنه ظفر به في "مشكل الحديث" لأبي محمد بن قتيبة (٣) لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسنادًا، وقال: أراد أن صُهَيبًا إنما يطيع الله حُبًّا لا (لمخافة) (٤) عقابه (٥)، انتهى. وقد أخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن الأرقم (٦) قال: حضرتُ عمرَ عند وفاته مع ابن عباس والمِسور بن مخرمة، فقال عمر: سمعت رسول الله يقول: "إن سالمًا شديد الحب لله ﷿، لو كان لا يخاف اللهَ ما عصاه"، وسنده


= النحاة:. . ." فذكره، ثم قال: "قال العراقي وغيره: لا أصل له، ولا يوجد بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث".
ولشيخ الإسلام ابن تيمية: "شرح ما روي عن عمر أنه قال: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه، وتكلم على "لو""، ذكره ابن عبد الهادي في "العقود الدرية" (ص ٧٩).
(١) أحمد بن علي بن عبد الكافي، أبو حامد، بهاء الدين السبكي. ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة، ومات سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة. من كتبه: "عروس الأفراح شرح تلخيص المفتاح" في البلاغة، وهو مطبوع. انظر: "الدرر الكامنة" (١/ ٢١٠)، و"الأعلام" (١/ ١٧٦).
(٢) انظر: "عروس الأفراح" (١/ ٤٤٣)، ونصر كلامه: "لم أر هذا الكلام في شيء من كتب الحديث، لا مرفوعًا ولا موقوفًا، لا عن النبي ولا عن عمر، مع شدة الفحص عنه".
(٣) أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتَيبة الدِّينَوَرِي، النحوي اللغوي، صاحب المصنفات. ولد سنة (٢١٣ هـ) وتوفي سنة (٢٧٦ هـ) على الأصح. انظر: "وفيات الأعيان" (٢/ ٤٢).
(٤) في الأصل: "لمخالفة"، والمثبت من (ز) و (م).
(٥) لم أجده في "تأويل مختلف الحديث" المطبوع، ولعل الحافظ وقف على نسخة أخرى له وفيها ما لا يوجد في المطبوع، فقد نقل في ترجمة جابر الجعفي وعوسجة المكي من التهذيب كلامًا لابن قتيبة في "مشكل الحديث"، ووجدته في "التأويل"، فهذا يدل على أن الحافظ كان يسمي "التأويل" بـ "مشكل الحديث"، والله أعلم.
وقد ذكر نحوه ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٥٤٠).
(٦) عبد الله بن الأرقم ابن أبي الأرقم، واسمه: عبد يغوث بن وهب القرشي الزهري . أسلم يوم الفتح وكتب للنبي ولأبي بكر وعمر. توفي في خلافة عثمان. انظر: "الإصابة" (٦/ ٧ - ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>