للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ومن عاد مرضانا عُدنا مرضاه"، وسنده ضعيف (١). وإليه ذهب ابن وهب فقال: "لا تَعُدْ من لا يعودك" (٢). وكذا قال الإمام أحمد لابنه وقد قال له: "يا أبتِ، إن جارنا مَرِض فما تعوده؟ يا بني ما عادنا فنعوده" (٣). ويستأنس لهذا بحديث: "لا خير في صُحبَة من لا يرى لك مثل ما ترى له" (٤). ولكن في حديث ضعيف أيضًا عند الديلمي من جهة أنصاريٍّ يقال له قيسٌ (قال) (٥) أُخبِرتُ عن النبي أنه قال: "عُدْ مَن لا يعودك" (٦).

وكذا رواه الحربي في الهدايا له عن أيوب بن ميسرة (٧) رفعه مرسلًا (٨)،


(١) لم أقف عليه، وهو ضعيف كما قال؛ لأن إبراهيم النخعي لم يلق أحدًا من أصحاب النبي كما قال ابن المديني. انظر: جامع التحصيل رقم (١٣).
(٢) ذكره السفاريني في "غذاء الألباب" (٢/ ٨) بلا سند عن ابن وهب.
(٣) ذكره ابن مفلح في "الفروع" (٣/ ٢٥٢) وفي "الآداب الشرعية" (٣/ ٥٤٣) بنحوه، وعزاه إلى ابن الصيرفي في نوادره.
(٤) سيأتي الكلام عليه مستوفىً في الحديث رقم (١٣١٤).
(٥) في جميع النسخ: "ما"، والتصويب من "الغرائب الملتقطة" ومن نسخٍ أخرى غير المعتمدة.
(٦) "الغرائب الملتقطة" (ج ٢/ ق ٢٧٩) من طريق محمد بن خزيمة عن هشام بن عمار عن سعيد بن يحيى عن هشام بن عروة عن رجل من الأنصار يقال له قيس قال: أُخْبِرتُ عن النبي … فذكره. وإسناده ضعيف. محمد بن خزيمة قال عنه ابن عساكر في ترجمته من "التاريخ" (٥٢/ ٤٠٠): "أحاديثه تدل على ضعفه". وهشام بن عروة وُصف بالتدليس وقد عنعن عن الأنصاري. ثم إن قوله: "أُخبرتُ" مُشعر بالانقطاع أيضًا.
(٧) أيوب بن ميسرة مولى الخطميين مولى الأنصار، يروي عن أبي هريرة، وعن النبي مرسلًا؛ وعنه هشام بن عروة وعداده من أهل المدينة. ذكره ابن حبان في "ثقاته" (٤/ ٢٧)، وترجم له البخاري في "تاريخه" (١/ ٤٢٢)، وابن أبي حاتم في "الجرح" (٢/ ٢٥٧) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(٨) أخرجه ابن معين في "تاريخه" رقم (٣٩٢) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" رقم (٧٧٢٢)، الخطيب في الموضح (١/ ٢٤٦) -؛ والبخاري في "تاريخه" (١/ ٤٠١)؛ من طريقين عن هشام عن أيوب به مثله. قال البيهقي عقبه: "هذا مرسل جيد … ".
وأيوب بن ميسرة لم يوثَّق من معتبر، فالإسناد ضعيف مع إرساله.

<<  <  ج: ص:  >  >>