كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الياء الأخيرة - ١٣٥١ - حديث: يرقص للقرد في دولته. - ج: 5 - ص: 434

فاسجُدْ لقِرْد السوء في زمانه - … ودارِهِ ما دام (١) في سلطانه

انتهى. وقد كانت للقِرَدة (٢) حقيقةً دولةٌ، فحكى المَقْرِيزي (٣) أن محمد بن إسحاق بن محمد (٤) قاضي مدينة لامو غربي (مقدشوه) (٥) ووَصَفه بالعلم مع العبادة والنُّسُك وأنه لقيه بمكَّة في سنة تسعٍ وثلاثين وثماني مائةٍ، قال له: "إن القِرَدة (غلبت) (٦) على مدينة (مقدشوه) (٧) من نحو سنة ثماني مائة، بحيث ضايَقَت الناسَ في مساكنهم وأسواقهم، وصارت تأخذ الطعام من الأواني وغيرها، وتهجم الدورَ على الناس وتأخذ ما تجده من آنية، حتى إن صاحب تلك الدار يتبع القرْد ويتلطف به في رد الإناء، فيرده بعد أكل ما فيه،

---

(١) في حاشية الأصل و (د): "دمت".
(٢) في (م) و (د): "للقرود".
(٣) بفتح أوله، نسبة لحارة المَقارِزة ببعلبك (كذا ضبطه المؤلف في "الضوء اللامع" (١١/ ٢٢٧). وهو التقي أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر الحسيني العبيدي البعلي الأصل، القاهري، يعرف بابن المقريزي. ولد بالقاهرة سنة ست وستين وسبعمائة، ونشأ بها ومات فيها سنة خمس وأربعين وثمانمائة. وقد زادت تصانيفه على مائتي مجلد كبار. انظر: "الضوء اللامع" (٢/ ٢١ - ٢٥). والحكاية ذكرها المقريزي في "درر العقود الفريدة" (٣/ ٣٤٦).
(٤) محمد بن إسحاق بن محمد القاضي الشافعي. ولد سنة (٧٨٧ هـ). وكان له معرفة بالفقه والفرائض، مع عبادة ونسك. ولم يذكر المقريزي سنة وفاته، لكنه -قطعًا- بعد (٨٣٩ هـ). انظر: "الدرر" للمقريزي (٣/ ٣٤٥ - ٣٤٦)، و "الضوء اللامع" للمؤلف (٧/ ١٣٢).
(٥) في الأصل و (ز): "مقدوشه" والمثبت من (م) و (د) وهو الموافق لما ذكره المؤلف في "الضوء اللامع" (٧/ ١٣٢). وفي المطبوع من درر العقود الفريدة: "مقدشو" ومنه نقلتُ ضبطها بالحركات.
قال المقريزي في "الدرر" (٣/ ٣٤٥) عن مدينة (لامو): "إحدى مدائن الزنج على ساحل بحر بربرا، وهي واقعة غربي مدينة "مقدشو" على نحو عشرين مرحلة منها) اهـ.
قلت: مدينة (لامو) تقع اليوم في جمهورية كينيا، وهي مُطِلَّة على البحر الأحمر، وأما (مقدشوه) فهي عاصمة الصومال اليوم.
(٦) في الأصل: "علبت" بالمهملة، والتصويب من بقية النسخ.
(٧) في الأصل و (ز): "مقدوشه"، والمثبت من (م) و (د).