للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والترمذيُّ (١)، وآخرون (٢)؛ كلُّهم مِنْ حديثِ ابنِ عُيَينةَ، عن عَمرِو بن دينارٍ، عن أبي قابوسٍ (٣)، عن عبدِ الله بن عمرٍ و مرفوعًا (٤) بهذا في حديثٍ، وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ صحيحٌ، وصحَّحه الحاكمُ (٥).

وكأنَّ ذلك باعتبار ما لَه مِنَ المتابعاتِ والشواهد، وإلا فأبو قابوس لم يَروِ عنه سِوَى ابن دينارٍ، ولم يُوثِّقْهُ سِوى ابن حبان (٦)، على قاعِدَتِهِ في توثيقِ مِنْ لم يُجرَّحْ (٧).


(١) "جامع الترمذي" (أبواب البر والصلة - باب ما جاء في رحمة المسلمين رقم ١٩٢٤) من طريق سفيان بن عيينة به فذكره بزيادة: "الرحمُ شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله".
(٢) كابن المبارك في مسنده (ص ١٦٥ رقم ٢٧٠)، والحميدي في مسنده (٢/ ٢٦٩ رقم ٥٩١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٤١)، وفي "شعب الإيمان" (١٣/ ٤٠١ رقم ١٠٥٣٧).
(٣) أبو قابوس؛ مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال الذهبي: لا يُعرف. "الميزان" (٤/ ٥٦٣ رقم ١٠٥٢٢)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب" (٨٣٠٩).
(٤) كلمة (مرفوعًا) ليست في "م".
(٥) في "المستدرك" (٤/ ١٥٩)، ووافقه الذهبي.
وهذا الحديث هو المعروف بالحديث المسلسل بالأولية؛ بأنْ يقولَ كلُّ راوٍ عن شيخه: وهو أول حديثٍ سمعته منه. وقد ذكره الحافظ العراقي في "الأربعين العشارية" (ص ١٢٥) وقال: حديثٌ صحيحٌ. وذكره الحافظ ابن حجر في "الأربعين المتباينة السماع" (ص ١٦) وقال: حديث حسن. وذكره الحافظ السخاوي في "البلدانيات" (ص ٤٧) وقال: هذا حديث حسن، بل صحَّحه غير واحد .. وهو من أصحِّ المسلسلات إسنادًا.
(٦) "الثقات" (٥/ ٥٨٨).
(٧) حيث قال ابن حبان: … فكلُّ منْ ذكرتُه في كتابي هذا إذا تعرَّى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها فهو عدلٌ يجوز الاحتجاج بخبره؛ لأنَّ العدلَ من لم يُعرفْ منه الجرح، ضدُّ التعديل، فمن لم يُعلم بجرحٍ فهو عدلٌ إذا لم يتبيَّن ضدَّه … "الثقات" (١/ ١١ - ١٣).
وقد انتقد ابن حجر مذهبَ ابن حبان فقال: وهذا الذي ذَهَبَ إليه ابنُ حبان منْ أنَّ الرجلَ إذا انتَفَتْ جَهالةُ عَيْنِه كان على العدالةِ إلى أنْ يتبيَّن جَرْحُه: مذهبٌ عجيبٌ، والجمهور على خلافه. "لسان الميزان" (١/ ٢٠٨ - ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>