للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: "حتى كان ينوِّهُ بذكرِه، ويعرِّفُ بعَلِيِّ فخرِه ويرجِّحُه على سائرِ جماعتِه المنسوبينَ إلى الحديثِ وصناعتِه كما سمعتُه منه وأثبتُّه بخطي قبلُ عنه" (١).

ونقل البدرُ بنُ القطانِ عن الحافظ أنه سُئِلَ: من أمثلُ الجماعةِ الملازمينَ لكم في هذه الصناعة؟ فأشار إلى السخاويِّ وقال: "إنه مع صغرِ سنِّهِ وقُربِ أخذِهِ فاقَ مَن تقدَّمَ عليه بجِدِّه واجتهادِه وتحرِّيه وانتقاده، بحيثُ رجوتُ له وانشرحَ لذلك الصَّدرُ أن يكونَ هو القائمَ بأعباءِ هذا الأمرِ" (٢).

وقال فيه التقيُّ بن فهد المكي: "زينُ الحفاظِ، وعمدةُ الأئمةِ الأيقاظِ، شمسُ الدنيا والدينِ، ممن اعتنى بخدمةِ حديثِ سيِّدِ المرسلينَ، اشتَهَرَ بذلك في العالمَينَ على طريقةِ أهلِ الدينِ والتقوى، فبلغ فيه الغايةَ القُصوى" (٣).

وقال قاسم بن قُطْلُوبُغا: "وهو الذي لم يزل قائمًا من السُّنَّةِ بأعبائِها، ناصِبًا نفسَه لنشرِها وأدائِها، محقِّقًا لفنونِها ومضمونِ عيونِها، مع قلةِ المعينِ والناصرِ، والمجاري له في هذا العلمِ والمذاكرِ، لا يفتُرُ عن ذلكَ طرفةَ عينٍ، ولا يشغلُ نفسَه بغِيبَةٍ ولا مَينٍ" (٤).

وقال البرهان الباعوني: "الشيخُ الإمامُ، الحائزُ لأنواعِ الفضلِ على التمامِ، الحافظُ لحديثِ النبيِّ -عليه أفضلُ الصلاةِ والسلام-، أَمتع الله بحياته وأعادَ على المسلمين من بركاته، هو الآنَ من الأفرادِ في علمِ الحديثِ الذي اشتهَرَ فيه فضلُه، وليس بعدَ شيخِ الإسلامِ ابنِ حجرٍ فيه مثلُه .. " (٥).

* * *


(١) "الضوء اللامع" (٨/ ٢٠).
(٢) المصدر السابق.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق (٨/ ٢١).
(٥) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>