للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن علي مرفوعًا: "أكلُ الطين وقَلْمُ الأظفار بالأسنان وقرضُ اللحية من الوسواس (١) " (٢).

وفي ذلك تصنيف لأبي القاسم بن منده (٣).

ولكن قال البيهقي: إنه روي في تحريمه أحاديث لا يصحُّ منها شيءٌ (٤).

وتبعه غيره (٥) في ذلك، وهو كذلك.


= وقد رواه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ١٥٨) فقال: حدثنا جعفر، حدثنا عثمان ابن عيسى الطباع قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن زرارة بن أعين، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا به فذكره وذكر حديثًا آخر في أكل الطين عن جابر وعلي ، ثم قال: وهذان الحديثان باطلان بإسناديهما في ذكر الطين، ما أتى بهما غير جعفر هذا، وكان بيِّن الأمر في وضع الحديث؛ أنْ يضعَ في الإسناد عن النبي ، وأرادَ جعفرُ هذا أنْ يجعل بابًا في الطين كما جعل في السرقة، وكان يضع الحديث على أهل البيت .. وعامة أحاديثه موضوعة، وكان قليل الحياء في دعاويه على قومٍ، لعله لم يلحقهم، ووضع مثل هذه الأحاديث.
وقال عنه أيضًا في (٢/ ١٥٦): حدثنا بأحاديث موضوعة، وكنا نتهمه بوضعها، بل نتيقَّن في ذلك، وكان مع ذلك رافضيًا.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ١٨٤).
(١) في "م": (الوسوسة).
(٢) رواه الديلمي -كما في "الفردوس بمأثور الخطاب" (١/ ٤١٩ رقم ١٧٠٠) - ولم أجده في "الغرائب الملتقطة".
(٣) ذكره الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس" (رقم ٢٢٠) باسم "جزء في أكل الطين".
(٤) "السنن الكبرى" (الضحايا، باب ما جاء في أكل الطين ١٠/ ١١) فقال ما ذكره المؤلف، ثم ذكر في هذا الباب جملةً من الأحاديث في تحريم أكل الطين، وساق في (١٠/ ١٢) بإسناده إلى سفيان بن عبد الملك قال: وذكر لعبد الله -يعني ابن المبارك- حديث "أنَّ أكلَ الطين حرامٌ" فأنكره، وقال: لو علمتُ أنَّ رسول الله قاله لحملته على الرأس والعين والسمع والطاعة.
وقال أحمد: ما أعلم في أكله شيئًا يصح. وقال أيضًا: ليس فيه شيءٌ يثبت، إلا أنه يضرُّ بالبدن. نقله ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ١٩٠)، وقال العقيلي -بعد أن ذكر جملةً من الأحاديث منها حديث أبي هريرة في أكل الطين-: كلها ليس لها أصل، ولا يُعرف منها شيءٌ من وجهٍ يصح. "الضعفاء" (٣/ ٣٤).
(٥) لعلَّه يقصد الإمام الرافعي، فقد قال ابن الملقن في "البدر المنير" (٩/ ٤٠٩): =

<<  <  ج: ص:  >  >>