للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجاءَ رجلٌ ذو هيئةٍ فأقعَدَتْهُ معها، فقيلَ لها: لِمَ فَعَلْتِ ذلك؟ قالت: أمَرَنا. . وذكره.

ومنهم مَن اختَصرَ هذا (١)، ولفظُ أبي نُعَيمِ في "الحلية" (٢): "أنَّ عائشةَ كانت في سَفَرٍ فأمَرَتْ لِناس منْ قُرَيشٍ بغذاءٍ، فمَرَّ رجلٌ غنيٌ ذو هيئةٍ فقالت: ادعُوهُ، فنَزَلَ فأكَلَ ومَضَى، وجاءَ سائلٌ فأمَرَت له بكِسْرةٍ، فقالت: إنَّ هذا الغنيَّ لم يَجْمُل بنا إلا ما صَنَعَنَاه به، وإنَّ هذا السائِلَ سألَ فأمَرْتُ له بما يَتَرَضَّاه، وإنَّ رسولَ الله . . ." وذَكَرَه.

وقد صحَّحَ هذا الحديثَ الحاكمُ (٣) وغيرُه (٤)، وتُعُقِّبَ بالانقطاعِ (٥)، وبالاختلِاف على راويهِ في رَفْعِهِ ووَقْفِهِ (٦)، كما بَسَطْتُ ذلك في أولِ ترجمةِ شيخِنا (٧)، مع الإلمامِ بمعناه.


= من الثالثة مات سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم بخ م ٤. "التقريب" (٧٠٤٦)، وسبق قول أبي داود: لم يُدرك عائشة.
(١) كما فعل أبو يعلى وابن أبي عاصم وأبو نعيم.
(٢) "حلية الأولياء" (٤/ ٣٧٩) من طريق يحيى بن يمان قال: حدثنا سفيان الثوري به فذكره وقال: غريبٌ من حديث الثوري عن حبيب، تفرَّد به عنه يحيى بن يمان.
(٣) "معرفة علوم الحديث" (ص ٢١٧) فقال: فقد صحَّت الرواية عن عائشة فذكره.
(٤) كابن خزيمة بإيراده له في صحيحه، وأبي نعيم بإيراده في "المستخرج" كما سبق.
(٥) كما سبق في كلام أبي داود وابن حجر. وقال البيهقي: مرسل. "شعب الإيمان" (١٣/ ٣٦٩).
(٦) سقطت كلمة (ووقفه) من "م".
وما ذكر المؤلف من الاختلاف في هذا الحديث، فقد قال الدارقطني: يرويه أسامة بن زيد، واختُلِفَ عنه؛ فرواه الثوري، عن أسامة بن زيد، عن عمر بن مِخراق، عن عائشة، مرفوعًا.
ورواه أبو أسامة، عن أسامة بن زيد، عن عمر بن مِخراق، عن عائشة موقوفًا، وهو الصواب، وحديث الثوري تفرَّد به يحيى بن يمان عنه. "العلل" (١٤/ ٣٩١).
وقد سبق أنَّ يحيى بن يمان رواه أيضًا عن الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون، عن عائشةَ. ومثل يحيى بن يمان لا يحتمل منه هذا الاختلاف، ثم إنه مُخالِفٌ لروايةِ أبي أسامة المَوقوفةِ كما سبق في كلام الدارقطني، فالراجحُ أنَّ الروايةَ المَرفوعةَ ضعيفةٌ، والله أعلم.
(٧) "الجواهر والدرر" (١/ ٥٥ - ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>