للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاغتَسَلَ، فكَزَّ (١)، فمَاتَ، فبَلَغَ ذلك النبيَّ فقال: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُم الله، أولم يكن شِفاءُ العِيِّ (٢) السُّؤال".

قال عطاءٌ: وبَلَغَنا أنَّ رسولَ الله قال: "لو غَسَلَ جسَدَه وترَكَ رأسَه حيثُ أصابَه الجُرحُ به" (٣).

هكذا رواه بدونِ واسطةٍ بين الأوزاعيِّ وعطاء.

وحكى ابنُ أبي حاتمٍ (٤) عن أبيه وأبي زرعةَ -في روايةِ ابنِ أبي العِشرين هذا-: إثباتَ إسماعيلَ بنَ مسلمٍ (٥) بينهما.

وكذا أثبَتَ الواسِطَةَ لكنْ مع إبهامِها محمدُ بن شُعَيبٍ، فقال: أخبَرَني الأوزاعيُّ: أنه بَلَغَه عن عطاءٍ به. أخرجه أبو داود (٦)، ولفَظه: أصابَ رجلًا جُرْحٌ في عَهْدِ رسولِ الله ، ثم احتَلَمَ، فأُمِرَ بالاغتِسَالِ، فاغتَسَلَ فمَاتَ، فبَلَغَ ذلك رسولَ الله فقال: "قَتَلُوهُ قَتَلَهَم الله، ألم يَكُنْ شِفاءُ العِيِّ السُّؤالَ".

وهكذا رواه أحمد (٧)، والدَّارميُّ (٨) في مسنديهما عن أبي المُغيرةَ،


(١) الكُزَازة: داءٌ يتولد من شدة البرد، وقيل هو نفس البرد، وقد كَزَّ يَكِزُّ كَزًّا. "النهاية" (٤/ ١٧٠).
(٢) العِيّ: الجهل. "النهاية" (٣/ ٣٣٤).
(٣) وهذا بلاغٌ مِنْ عطاء، فله حكم سائر المنقطعات، والإسناد إليه ضعيف كما سبق.
(٤) "علل الحديث" (مسألة ٧٧)؛ وفيه: فقالا روى هذا الحديث ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن إسماعيلَ بن مسلمٍ، عن عطاء، عن ابنِ عباسٍ، وأفسَدَ الحديثَ.
قال ابنُ المُلقن: يُريدُ أنه أدخلَ إسماعيلَ فيه، وتبيَّنَ أنَّ الأوزاعيَّ أخَذَه عن إسماعيلَ. "البدر المنير" (٢/ ٦١٧).
(٥) إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق؛ ضعيف وقد تقدمتْ ترجمته في الحديث (٢٤).
(٦) "سنن أبي داود" (الطهارة، باب المجروح يتيمم رقم ٣٣٧) حدثنا نصر بن عاصم الإنطاكي، حدثنا محمد بن شعيب به.
ونصر بن عاصم الإنطاكي؛ قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه، ولا يُعرف إلا به.
"الضعفاء" (٤/ ٢٩٨)، وقال ابن حجر: لين الحديث. "التقريب" (٧١١٤).
فالإسناد ضعيف.
(٧) "مسند أحمد" (٥/ ١٧٣ رقم ٣٠٥٦). ورجال إسناده ثقات، لكنه منقطع.
(٨) "سنن الدارمي" (١/ ٥٨٥ رقم ٧٧٩) وإسناده منقطع كسابقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>