للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= * وروي هذا الحديثُ بنحوِه من وجهٍ آخر عن سعيد بن المسيبِ عن أبي هريرةَ مرفوعًا: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٥٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٢/ ٢٧٧)، من طريق محمد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي قال: "وَلَدُ نوحٍ سامٌ وحامٌ ويافثُ؛ فأما سامٌ فأبو العربِ وفارسَ والروم وأهلِ مصرَ وأهلِ الشامِ، وأما يافثُ فأبو الخَزَرِ ويأجوجَ ومأجوجَ، وَأما حامٌ فأبو هذهَ الجِلدةِ السَّوداءِ".
وإسنادُه ضعيفٌ جدًّا:
فيه سليمان بن أرقم، قال ابن معين: "ليس يسوى فلسًا" "الدوري" (٣/ ٥٢٧)، وقال أحمد: "لا يسوى حديثه شيئًا" "العلل ومعرفة الرجال" (٢٩٣)، وقال البخاري: "تركوه" "التاريخ الكبير" (٤/ ٢)، وقال أبو زرعة: "ذاهب الحديث".
* ولطرفِه الأولِ (وُلِدَ لنوحٍ سَامٌ وحامٌ ويافِث) شاهدٌ من حديث سمرة بن جندبٍ:
أخرجه أحمد في "مسنده" (٣٣/ ٣٠٣) رقم (٢٠١١٤)، والطبري في "التاريخ" (١/ ١٢٩)، من طريق روح بن عبادة.
والطبراني في "الكبير" (١٨/ ١٤٥) رقم (٣٠٩) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى.
كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادةَ عن الحسن عن سمرةَ أنَّ رسول الله قال: "وَلدُ نوحٍ ثلاثةٌ: سامٌ وحامٌ ويافثُ".
وإسناده صحيح:
سماع الحسنِ من سمرةَ فيه خلافٌ مشهورٌ، والراجحُ في نظري -والله أعلم- ثبوتُ سماعِه من سمرةَ مطلقًا، وعلى ذلك إماما هذا العلمِ؛ ابنُ المدينيِّ والبخاريِّ، مع ما عرف من تحرِّيهما وتوقِّيهما في باب إثبات السماعِ، وكذا أبو داود والحاكم والذهبي وغيرهم.
انظر: "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٩٠)، "ترتيب علل الترمذي الكبير" (٣٨٦)، "سنن أبي داود" رقم (٩٧٥)، "المستدرك" (١/ ٣٣٥)، و"سير أعلام النبلاء" (٣/ ١٨٤).
وعند يحيى القطانِ وغيرِه أنَّ روايتَه عن سمرةَ كتابٌ، وهذا لا يقتضي الانقطاعَ. انظر: "الطبقات الكبرى" (٧/ ١٥٧)، و"جامع التحصيل" (١٦٥).
وقد ثبت سماعُ الحسنِ من سمرةَ لغيرِ حديثِ العقيقةِ المشهورِ؛ ففي "مسند أحمد" (٣٣/ ٣١٦) رقم (٢٠١٣٦) حديثٌ آخرُ صحيحٌ صرَّحَ فيه الحسنُ بالسماعِ من سمرةَ . والله أعلم.
وانظر: "التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة" (١/ ٢٤٢ - ٢٥٥).
ولا يخشى هنا من تدليس قتادةَ؛ لأنَّ روايتَه عن الحسنِ وهو ممن أكثر عنه، فروايته والحالة هذه محمولة على الاتصال، وكذا الحال في رواية سعيدِ بن أبي عروبة عن قتادةَ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>