للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومَكِّيٌّ ممن اتهمه الدارقطنيُّ بالوَضعِ (١).

وله طريقٌ أخرى: رواه أبو الفَرَجِ النَّهْرَوَانيُّ (٢) في "الخامسِ والتسعينَ" من "الجليسِ الصالحِ" (٣) له، من طريقِ محمدِ بنِ عَنبَسَة بنِ حمادٍ (٤): حدثنا أبي (٥) عن جعفرِ بنِ سليمانَ (٦) عن مالكِ بنِ دينارٍ عن أنسٍ رفعه: "لمّا عُرِجَ بي إلى السماءِ بَكَتِ الأرضُ مِن بَعدي، فنَبَتَ اللَّصَفُ مِن نباتِها، فلمَّا أَنْ رَجَعتُ قَطَرَ مِن عَرَقي على الأرضِ، فنَبَتَ وردًا أحمرَ، ألا مَن أرادَ أَن يَشَمَّ رَائِحَتي فَليَشَمَّ الوَردَ الأَحمرَ" (٧).

ثم قال أبو الفَرَجِ: "اللَّصَفُ: الكَبَرُ" (٨)، قال: "وما أَتَى بهِ هذا الخبرُ فهو اليَسيرُ مِن كثيرٍ مما أكرمَ اللهُ تعالى بهِ نبيَّهُ، ودلَّ على فضلهِ ورَفيعِ مَنزِلَتِهِ"، قال: "وقد رُوِّينا معناهُ مِن طُرُقٍ (٩)، لكن حَضَرَنا مِنها هذا فَذَكَرناهُ". انتهى.


(١) سؤالات السلمي (٣٥٥).
(٢) المُعافَى بن زكريا بن يحيى، القاضي المعروف بـ "ابن طَرَارَا" الجَرِيرِي؛ نسبة إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود، وحدث عنه أبو القاسم الأزهري والقاضي أبو الطيب الطبري. وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب. وثقه البرقاني. توفي سنة تسعين وثلاثمائة.
"تاريخ بغداد" (١٣/ ٢٣٠)، "وفيات الأعيان" (٥/ ٢٢١)، و"سير أعلام النبلاء" (١٦/ ٥٤٤).
(٣) "الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي" (٤/ ١٥٤).
(٤) قال الذهبي: "محمد بن عنبسة بن حماد: عن أبيه بحديث "خلق الورد من عرقي"، وهذا كذب بَيِّن". "ميزان الاعتدال" (٣/ ٦٧٦).
(٥) لا يعرف حاله. انظر: "لسان الميزان" (٧/ ٤٢٤).
(٦) تقدمت ترجمته، وهو صدوق.
(٧) قال الذهبي: "وهذا كذب بين". "ميزان الاعتدال" (٣/ ٦٧٦).
وقال السيوطي: "موضوع، فيه مجاهيل لا يعرفون". "اللآلئ المصنوعة" (٢/ ٢٣٤).
(٨) في حاشيتي الأصل و"م": (اللَصَف -بالتحريك- ينبت في أصول الكَبَر -بالتحريك- كأنه خِيار)، وهو كذلك في "لسان العرب" (٩/ ٣١٥).
"والكَبَرُ نباتٌ له شوك". "لسان العرب" (٥/ ١٢٥).
(٩) وروي أيضًا من حديث علي وجابر وابن عمر : =

<<  <  ج: ص:  >  >>