للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سليمانَ يومًا أن يشتريَ له عِنَبًا أبيضَ، قال: فاشترَيتُ لهُ منهُ بدِرهَمٍ، فلمَّا رآهُ استَجادَهُ، وقال: يا أبا محمدٍ، مِمَّن اشتريتَ هذا؟، فسَمَّيتُ لهَ البائعَ، فنَحَّى الطبَقَ من بينِ يديهِ، وقال لي: اردُدهُ عليهِ، واشترِ لي من غيرِه، فقلتُ له: وما شأنُه؟، فقال: ألم أنهَكَ أن تَصحَبَ أشقَرَ أزرَقَ؟ فإنه لا يَنجُبُ، فكيفَ آكلُ مِن شيءٍ يُشترَى لي مِمَّن أنهى عن صحبَتِه!، قال الربيعُ: فرَدَدتُه واعتَذَرتُ إليه، واشترَيتُ له عِنَبًا من غيرِه.

قال الرَّبيعُ: "ووَجَّهَ الشافعيُّ رجلًا ليشتريَ له طِيبًا، فلما جاءَه قال: اشَتريتَه من أشقَرَ كَوْسَجَ (١)؟، فقال: نعم، قال: عُدْ فرُدَّه عليهِ"، زادَ حَرمَلَةُ (٢) عن الشافعيِّ: "فما جاءَني خيرٌ قَطُّ مِن أشقَرَ" (٣).

وعن حَرملةَ أيضًا: سمعتُ الشافعيَّ يقولُ: "احذَرِ الأعوَرَ والأحوَلَ والأعرَجَ والأحدَبَ والأشقَرَ والكَوسَجَ، وكلُّ مَن به عاهةٌ في بَدنِهِ وكلُّ ناقِصِ الخلقِ فاحذَرهُ؛ فإنه صاحِبُ التواءٍ، ومُعامَلَتُهم عَسِرَةٌ"، وقال مرةً أخرى: "فإنهم أصحابُ خُبثٍ" (٤).


= عامّةُ كتبِ الشافعيِّ؛ الأمِّ وغيرِه عن الربيعِ، وكان رجلًا … واسعَ العلمِ صدوقًا" "تاريخ بغدَاد" (٢/ ٢٨٦).
(١) الكَوْسَجُ: الذي لا شعرَ على عارِضيهِ، وقيل: هو الناقصُ الأسنانِ. "لسان العرب" (٢/ ٣٥٢).
(٢) ابن يحيى بن حَرمَلةَ بن عمران، أبو حفصٍ التُّجِيبيُّ المصريُّ، صاحبُ الشافعيِّ، صدوق، من الحاديةَ عشرةَ، مات سنةَ ثلاثٍ أو أربعٍ وأربعينَ، وكان مولده سنةَ ستينَ. م س ق. "التقريب" (١٥٦).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه" (١٣١، ١٣٠)، عن أبيه عن الربيع وحرملة.
وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ١٤٠، ١٣٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥١/ ٤٠٦) و (٥٤/ ٤١٢)، والبيهقي في "مناقب الشافعي" (٢/ ١٣٢)؛ كلهم من طرقٍ عن الربيع وحرملةَ.
(٤) في "ز": (خلق)، وهو خطأ ظاهر، وفي معظم المصادر: (خب).
* والخبر أخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (١٣١) عن أبيه عن حرملة، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (٩/ ١٤٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥١/ ٤٠٦)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>