كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف التاء المثناة - ٣٥٠ - حديث: تفكروا في كل شيء، ولا تتفكروا في الله. - ج: 2 - ص: 287

حَكيمٍ (١) عن شَهرٍ عن ابنِ عباس: أنه ﷺ خرجَ على أصحابِهِ، فقال: "ما جَمَعَكم؟ "، فقالوا: اجتَمعنا نذكُرُ رَبَّنا ونَتَفكَّرُ في عَظَمَتِهِ، فقال: "تَفَكَّروا في خَلقِ الله، ولا تتفكَّروا في الله؛ فإنَّكم لن تَقدُرُوا قَدْرَهُ" الحديثَ، وفيه ذِكرُ إسرافِيلَ.

وللطبرانيِّ في "الأوسطِ" والبيهقيِّ في "الشعب" (٢)، من حديثِ ابنِ عمرَ مرفوعًا: "تفكَّروا في آلاءِ الله، ولا تتفكَّروا في الله" (٣).

وهو عندَ أحمدَ، ومِن حديثه الطبرانيُّ ثم أبو نعيمٍ في "الحليةِ" (٤)، من حديثِ عبدِ الجليلِ بنِ عَطِيَّةَ (٥) عن شهرٍ عن عبدِ الله بنِ سلَامٍ قال: خرجَ رسولُ الله ﷺ على ناسٍ من أصحابِهِ وهم يتفكَّرون في خلقِ الله، فقال لهم: "فِيمَ كنتم تتفكَّرونَ؟ "، قالوا: نتفكَّرُ في خلقِ الله، قال: "لا تتفكَّروا في اللهِ، وتفكَّروا في خلقِ الله، فإنَّ ربَّنَا خلقَ مَلَكًا قَدَماهُ في الأرضِ السابعةِ السُّفلى، ورأسُهُ قد جاوزَ السماءَ العُليا، مِن بينِ قَدَميهِ إلى كَعبيهِ مَسيرَةُ ستِّمائةِ عامٍ، وما بينَ كَعبيهِ إلى أخمصِ قَدَمَيهِ مسيرةُ ستِّمائةِ عامٍ، الخالِقُ أعظَمُ مِنَ الخلقِ" (٦).

---

(١) ابنُ عميرٍ العَنْسيُّ -بالنون- أو الهمْدانيُّ الحمصيُّ، ضعيفُ الحفظِ، من الخامسةِ، وكان عابدًا. ق. "التقريب" (٩٦).
(٢) "المعجم الأوسط" (٦/ ٢٥٠) رقم (٦٣١٩)، و"شعب الإيمان" (١/ ٢٦٢) رقم (١١٩).
(٣) وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (١/ ٢١٠) رقم (١)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٤٣٠)، وابن عدي في "الكامل" (٧/ ٩٥)؛ كلهم من طرق عن الوازع بن نافع العقيلي عن سالم عن ابن عمر ﵄ به.
وإسناده ضعيفٌ جدًّا؛ الوازع بن نافع متروك بالاتفاق. انظر: "لسان الميزان" (٨/ ٣٦٧).
قال البيهقي: "هذا إسناد فيه نظر"، وضعفه ابن طاهر "ذخيرة الحفاظ" (٢/ ١١٦٤)، والعراقي "المغني" (٢/ ١١٩٣).
(٤) لم أقف عليه في "المسند" ولا فيه شيء من كتب الطبراني، ولم يذكره الحافظ في "إطراف المسند"، ولا الهيثمي في "المجمع"، وأما أبو نعيم فأخرجه في "الحلية" (٦/ ٦٦).
(٥) القيسيُّ، أبو صالحِ البصريُّ، صدوقٌ يَهِمُ، من السابعة. بخ س. "التقريب" (٣٣٢).
(٦) وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (١/ ٢٣٧) رقم (٢١). =