للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن جِهَتِهِ رواهُ سعيدُ بنُ منصورٍ في "سُنَنِهِ" بزيادةِ: "والقراءةُ جَزْمٌ، والأذانُ جَزْمٌ" (١)، وفي لفظٍ عنهُ: "كانوا يَجزِمونَ التكبيرَ" (٢).

واختُلِفَ في لفظِهِ ومعناهُ:

فقال الهرويُّ في "الغَريبَينِ" (٣): "عَوَامُّ الناسِ يَضُمُّون الرَّاءَ مِن "الله أكبر"".

وقال أبو العباسِ المُبَرَّدُ (٤): "الله أكبرْ، الله أكبرْ"، ويَحتَجُّ بأنَّ الأذانَ سُمِعَ موقوفًا غيرَ مُعرَبٍ في مقاطِعِهِ (٥).

وكذا قال ابنُ الأثيرِ في "النهايةِ" (٦): "معناهُ أنَّ التكبيرَ والسَّلامَ لا يُمَدَّانِ، ولا يُعَرَبُ التكبيرُ، بلْ يُسَكَّنُ آخِرُهُ"، وتَبِعَهُ المحِبُّ الطَّبَريُّ (٧)، وهو


(١) أخرج قوله: "الأذانُ جزمٌ" ابنُ أبي شيبةَ في "مصنفه" (الأذان/ التطريب في الأذان) (٢/ ٣٨٨) رقم (٢٣٩٢) من طريق وكيع عن الأعمش عنه، وسندُه صحيحٌ.
(٢) عزاه في "كنز العمال" رقم (٢٣٢١٦) للضياء، ولم أقف عليه.
(٣) "الغريبين" (١/ ٣٤٠)، ونصُّ عبارته: "أراد أنهما لا يُمَدَّانِ، ولا يُعرَبُ أواخرُ حروفِهِما، ولكنْ يُسَكَّنُ؛ فيقالُ: الله أكبرْ"، وكذا نقل عنه ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٢٠١).
فلا أدري من أين نقل المصنف كلامه هذا.
(٤) قال الزَّبِيديُّ: "المبرَّد: بفتح الراء المشدَّدَةِ عند الأكثر، وبعضهم يكسر". تاج العروس (١/ ٩٢).
وهو: محمدُ بنُ يزيدَ بنِ عبدِ الأَكبَرِ الأزديُّ البصريُّ، المعروف بـ "المُبَرَّدِ"، شيخ أهل النحو وحافظ علم العربية. سكن بغداد، وأخذ عن أبي عثمانَ المازنيِّ وأبي حاتمٍ السِّجِستانيِّ وغيرِهما. وكان فصيحًا بليغًا مُفَوَّهًا، ثقةً أخباريًا علامةً، صاحبَ نوادرَ وظرافةٍ. يُقالُ: إنَّ المازنيَّ أعجبَهُ جوابُهُ، فقال له: قمْ فأنتَ المبَرِّدُ؛ أي: المثبِّتُ للحقِّ، ثمَّ غَلَب عليه بفتحِ الرَّاءِ. له من التصانيف "الكامل في اللغة والأدب"، و"المقتَضَب" وغيرهما. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
انظر: "تاريخ بغداد" (٣/ ٣٨٠)، "وفيات الأعيان" (٤/ ٣١٣)، "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ٥٧٦)، و"بغية الوعاة" (١/ ٢٦٩).
(٥) لم أقف على كلامه هذا في شيء من مصنفاته المطبوعة، ولا وقفت على أحد نقله.
(٦) "النهاية" (١/ ٢٠١).
(٧) "غاية الإحكام في أحاديث الأحكام" (٢/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>