للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كعبٍ القرضي: أيُّ خِصالِ الرجلِ أَوضَعُ له؟، قال: "كثرةُ كَلامِهِ، وإفشاؤُهُ سِرَّهُ، والثِّقَةُ بكلِّ أحدٍ" (١).

وفي ثامِنِ "المجالَسَةِ" (٢) للدِّينَوَرِىِّ، مِن حديثِ هشامِ بنِ إسماعيلَ قال: كان مَلِكٍ من الملوكِ لا يأخُذُ أحدًا من أهلِ الإيمانِ باللهِ إلا أمرَ بَصَلبِهِ، فأُتِيَ برجلٍ كذلكَ، فأمرَ بِصَلبِهِ، فقيلَ له: أَوصِ، فقال: بأيِّ شىِءٍ؟ إني أُدخِلتُ في الدُّنيا ولم أُستَأمَرْ، وعِشتُ فيها جاهِلًا، وأُخرِجتُ وأنا كارِهٌ. وكانوا إذ ذاكَ لا يُقتَلُ أحدٌ إلا ومَعَهُ كيسٌ فيه شيءٌ من ذهبٍ أو فِضَّةٍ، فأصابوا كتابًا فيه ثلاثُ كلماتٍ: إذا كان القَدَرُ حقًّا فالحِرصُ باطلٌ، وإذا كان الغَدرُ في الناسِ طِباعًا فالثِّقَةُ بكلِّ أحدٍ عَجْزٌ، وإذا كان الموتُ بكلِّ أحدٍ رَصَدًا فالطُّمَأنِينَةُ إلى الدُّنيا حُمقٌ (٣).


(١) "العزلة" (١٦٩)، من طريق محمد بن المنذر عن الفيض بن الخضر عن عبد الله به.
الفيض بن الخضر أبو الحارث الأوسي: له ترجمة في "تاريخ دمشق" (٤٩/ ٢٤)، و"صفة الصفوة" (٤/ ٢٨١)، و"تاريخ الإسلام" (٢٠/ ٥٠١)، ولم أقف على كلام فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وشيخه عبد الله تقدم الكلام فيه.
* ويروى مثله من كلام عديِّ بن حاتم : أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٠/ ٩١)، وفي إسناده من لا يعرف.
* ونحوه عن محمد بن منصور الطوسي: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢١٦).
* وعن محمد بن الفضل البلخي: أخرجه السلمي في "طبقات الصوفية" (١٧٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢٣٣).
(٢) "المجالسة" (٣/ ٥٠٨) رقم (١١٢١)، من طريق الحسنِ بنِ الصَّبَّاحِ عن الوليدِ بنِ شجاعٍ عن هشامِ بنِ إسماعيلَ به.
(٣) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (١١٠) رقم (٢٢٨)، من طريق الحسن بن الصباح به.
ورجاله ثقات إلا الحسن بن الصباح، فإنه صدوق. انظر: "تهذيب التهذيب" (٢/ ٢٥٢).
* وأخرج ابن عساكر في "تاريخه" (٢٤/ ٣٣٣)، عن الأحنف بن قيس قال: "إذا كان الغدر في الناس موجودًا؛ فالثقة بكل أحدٍ عجزٌ"، وفي سنده مُبهَمانِ. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>