للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِكِسوَةٍ، فمَدَحَهُ الأعمشُ، فقيل للأعمشِ: ذَمَمتَهُ ثم مَدَحتَهُ!، فقال: إنَّ خَيثَمَةَ حدَّثني عن ابنِ مسعودٍ قال: "جُبِلَت"، وذَكَرهُ (١).

وهكذا أخرجهُ ابنُ عديٍّ في "كامِلِه"، ومن طريقِه البيهقيُّ في "الشعبِ" وابنُ الجوزيِّ في "العللِ المتناهِيَةِ" (٢)، لكنْ مرفوعًا (٣).

وهو باطلٌ مرفوعًا وموقوفًا، وقولُ ابنِ عديٍّ ثم البيهقيِّ (٤): إنَّ "الموقوفَ معروفٌ عن الأعمشِ"؛ يحتاجُ إلى تأويلٍ؛ فإنهما أورداهُ كذلكَ بسندٍ فيه مَن اتُّهِمَ بالكذبِ والوضعِ (٥)، بسياقٍ أُجِلُّ الأعمشَ عن مِثلِه، وهو: أنه لما وَلِيَ الحسنُ بنُ عُمارةَ مظالِمَ الكوفةِ بلغَ الأعمشَ، فقال: ظالِمٌ وَلِيَ مَظالِمَنا، فبلغَ الحسنَ فبعثَ إليه بأثوابٍ ونفقةٍ، فقال الأعمشُ: مثلُ هذا وُلِّيَ علينا، يَرحَمُ صغيرَنا، ويعُودُ على فقيرِنا، ويُوَقِّرُ كبيرَنا، فقال له رجلٌ: يا


(١) وأخرجه موقوفًا من طريق أخرى: ابن عدي في "كامله" (٢/ ٢٨٧)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (١١/ ٣٠٦) رقم (٨٥٧٣)؛ من طريق أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عمرَ بنِ يونسَ عن عبد الرزاقِ عن معمرٍ، وذكر القصة.
وهو (كما ذكر المصنف) باطلٌ بالإسنادين جميعًا:
أما الطريق الأول الذي ذكره المصنف: ففيه إسماعيل بن أبان الخياط، وهو متروكٌ، بل قد كذبه عددٌ من النقاد. انظر: "تهذيب التهذيب" (١/ ٢٣٧).
وأما هذا الطريق الثاني: ففيه أحمد بن محمد بن عمر اليمامي، وقد كذَّبهُ غيرُ واحدٍ. انظر: "لسان الميزان" (١/ ٦٢٩).
* وروي موقوفًا من وجهٍ ثالثٍ: ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (١٦٥٨)، من طريق ابنِ أختِ عبدِ الرزاقِ عن عبدِ الرزاقِ عن يحيى بنِ العلاءِ عن الأعمشِ به.
قال أبو حاتم: "هذا حديثٌ منكرٌ، وكان ابنُ أختِ عبد الرزاقِ يكذِبُ".
(٢) "الكامل" (٢/ ٢٨٦)، "الشعب" (١١/ ٣٠٧) رقم (٨٥٧٤)، و"العلل" (٢/ ٥٢٠) رقم (٨٦١).
(٣) وأخرجه من هذا الوجه مرفوعًا أيضًا: ابن الأعرابي في "معجمه" (١/ ٢٦١) رقم (١٩٠)، والقضاعي في "الشهاب" (١/ ٣٥١) رقم (٦٠٠)، من طريق ابن عدي به.
وفي سنده إسماعيل بن أبان الخياط، وقد تقدم الكلام فيه.
(٤) "الكامل" (٢/ ٢٨٦)، و"الشعب" (١١/ ٣٠٦) رقم (٨٥٧٣).
(٥) وهو أحمد بن عمر بن يونس اليمامي: تقدم الكلام فيه عند تخريج الطريق الموقوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>