للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلما انقرضوا، تولاها هو.

وذكر بعض المشايخ: أنه يوم الدرس وضع منديله على عينيه، وبكى كثيرًا وهو جالس على السدَّة التي جرت عادة المدرسين بالجلوس عليها، وكان ينشد:

خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيْرَ مُسَوَّدِ ... وَمِنَ البَلَاءِ تَفَرُّدِي بِالسُّؤْدَدِ

وهذا إنصاف منه، واعتراف لمن تقدَّمه بالفضل والرجحان عليه.

ولد بميافارقين في المحرم، سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وتوفي في الخامس والعشرين من شوال، سنة سبع وخمس مئة ببغداد، ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد، وقيل: إلى جانبه، بباب أبرز.

* * *

٣٥٢ - أبو نصر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله، الأرغيانيُّ الفقيهُ الشافعيُّ: قدم من بلده إلى نيسابور، واشتغل على إمام الحرمين، وبرع في الفقه، وكان إماما مفننًا، ورَعًا، كثير العبادة، وسمع الحديث من الواحدي صاحبِ التفاسير، وروي عنه تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: ٩٤]: أن ريح الصَّبا استأذنت ربها - عَزَّ وَجَلَّ - أن تأتي يعقوبَ بريح يوسف - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - قبل أن يأتيه البشير بالقميص، فأذن لها، فأتته بذلك، فلذلك تروّح كل محزون