للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولد في خامس عشري شهر رمضان، سنة أربع وأربعين وخمس مئة بالري، وتوفي يوم الاثنين، وكان عيد الفطر، سنة ست وست مئة بمدينة هراة، ودفن آخر النهار بقرية بالقرب من هراة يقال لها: مُزداخان.

* * *

٣٥٦ - أبو حامد محمد بن يونس بن منعة بن مالك بن محمد، الملقب: عماد الدين، الفقيهُ الشافعيُّ: كان إمام وقته في المذهب، وله صِيت عظيم في زمانه، وقصده الفقهاء من البلاد البعيدة، وكان مبدأ اشتغاله بالموصل، ثم توجه إلى بغداد، وتفقه، ثم عاد إلى الموصل، ودرَّس بها، وصنَّف كتبًا كثيرة في المذهب، وتولى القضاء بالموصل مدة يسيرة، ثم انفصل عنه بأبي الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري.

وكان شديد الورع والتقشف، وكان لطيف الخلوة، ملاطفا بحكايات وأشعار، وكان كثير المباطنة لنور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل، ولم يزل معه حتى انتقل إلى مذهب الشافعي بعد مذهب أبي حنيفة. ولم يوجد في بيت أتابكٌ - مع كثرتهم - شافعيٌّ سواه.

ولد بقلعة إربل سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، في بيت صغير منها، ولما وصل إلى إربل في رسالة، دخل ذلك البيت، [و] تمثل بالبيت المشهور:

بِلَادٌ بِهَا نِيطَتْ عَلَيَّ تَمَائِمِي ... وَأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُهَا