للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم سيَّره نائبًا على مدينة تدمير، فعصى بها، فلم يزل يحتال عليه حتى وقع في قبضته، وقتله بيده ليلًا في قصره بمدينة إشبيلية.

وكانت ولادته سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.

ومن أسباب قتله - أيضًا -: أنه هجاه بشعر ذكر فيه أم بنيه المعروفة بالرُّميكية، وكانت سُريَّة المعتمد، اشتراها من رُميك بن حجاج، فنُسبت إليه، وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد، وأفرط في الميل إليها، وتغلبت عليه، واسمها: اعتماد، واختار لنفسه لقبًا يناسب اسمها، وهو المعتمد، وتوفيت بأغمات قبل المعتمد، فلم تَرُقْ له عليها عَبرة، ولا فارقته الحسرة حتى قضى نحبه، وهي التي أغرت المعتمد على قتل ابن عمار؛ لكونه هجاها.

* * *

٣٨١ - أبو بكر محمد بن أبي مروان عبد الملك بن أبي بكر محمد ابن مروان، الأندلسيُّ الإشبيليُّ: هو من أهل بيت كلهم علماء ورؤساء، وحكماء ووزراء، ونالوا المراتب العلية، وكان ذا مال وافر، وشعر جيد، وكان يعرف بابن زهر.

ومن المنسوب إليه في كتاب جالينوس المسمى "حيلة البرء * - وهو من أجل كتبهم وأكبرها - قوله:

حِيلَةُ البُرْءِ صُنِّفَتْ لِعَلِيل ... يَتَرَجَّى الحَيَاةَ أَوْ تَعْلِيلَهْ