للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتقدم ذكرُه في خلافة المعتصم، وفي خلافة المتوكل.

* * *

٣٩٥ - أبو الفضل محمد بن أبي عبد الله الحسين بن محمد المعروف بابن العميد: والعميد لقبُ والده، وكان وزير ركن الدولة أبي علي الحسن بن بُوَيْه الديلمي والدِ عضد الدولة، وتولى وزارته سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.

وكان كامل الرئاسة، جليل المقدار، من بعض أتباعه الصاحبُ ابن عباد، ولأجل صحبته قيل له: الصاحب، فيقال: بدأت الكتابة بعبد الحميد، وختمت بابن العميد.

وكان الصاحب بن عباد قد سافر إلى بغداد، فلما رجع، قيل له: كيف وجدتها فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد.

وكان يقال له: الأستاذ، وتوفي في سنة ستين وثلاث مئة، وقيل: سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.

وروي: أن الصاحب بن عباد مَرَّ على باب داره بعد وفاته، فلم يحيى هناك أحدًا، بعد أن كان الدهليز يغص بزحام الناس، فأنشد:

أَيُّهَا الرَّبْعُ لِمْ عَلَاكَ اكْتِئَابُ ... أَيْنَ ذَاكَ الحِجَابُ وَالحُجَّابُ

أَيْنَ مَنْ كَانَ يَفْزَعُ الدَّهْرُ مِنْهُ ... فَهُوَ اليَوْمَ فِي التُّرَابِ تُرَابُ