للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَالَ مِنْ غَيْرِ رُقْيَةٍ وَاحْتِشَامٍ ... مَاتَ مَوْلَايَ فَاعْتَرَانِي اكْتِئَابُ

ولما مات، تولى دستَ الوزارة بعده ولدُه أبو الفتح علي ذو الكفايتين، ولم يزل في وزارة ركن الدولة إلى أن توفي، وقام بالأمر ولده مؤيدُ الدولة، فاستوزره - أيضًا -، ثم قَبض عليه، وقَطَعَ أنفَهُ، وجَزَّ لحيتَه، وقطع يده، وما زال يعرضه على العذاب حتى مات.

وكانت ولادته سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، وقُبض عليه يوم الأحد، ثامن شهر ربيع الأول، سنة ست وستين وثلاث مئة، وتولى موضعه الصاحبُ بن عباد.

وكان أبو حيان علي بن محمد التوحيديُّ البغدادي قد وضع كتابًا سماه: "مثالب الوزيرين" (١)، ضمنه معايب أبي الفضل بن العميد، والصاحب بن عباد، وبالغ في التعصب عليهما، وسلبهما ما استقر عنهما من الفضائل، وهذا الكتاب ما ملكه أحد إلا وانعكست أحواله، وجُرِّب ذلك، وكان أبو حيان فاضلًا مصنفًا، وكان موجودًا في سنة الأربع مئة.

* * *

٣٩٦ - أبو علي محمد بن علي بن مُقْلة، الكاتبُ المشهور: كان في أول أمره يتولى بعض أعمال فارس، ويجني خَراجها، وتنقلت


(١) في الأصل: "الوزراء".