للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحواله إلى أن استوزره الإمام المقتدر سنة ست عشرة وثلاث مئة، وعُزِل سنة سبع عشرة، ثم أعاده الإمام القاهر بالله سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، ثم عزله، ولما ولي الراضي بالله سنة اثنتين وعشرين، استوزره - أيضًا -، ثم غضب عليه، وقلَّد الوزارة إلى عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح، والسبب في ذلك: ما كان بينه وبين المظفر بن ياقوت من الوحشة، وكان ابن ياقوت مستحوذًا على أمور الراضي، وسُلِّم ابن مقلة إلى عبد الرحمن بن عيسى يضربه بالمقارع، ويجري عليه من المكاره بالعقوبة، وأخذ خطه بألف ألف دينار، ثم خلص، وجلس بطَّالًا في بيته، ثم إن أبا بكر محمد بن رائق استولى على الخلافة، وخرج عن طاعتها، فانفذ إليه الراضي، واستماله، وفوض إليه تدبير المملكة، وجعله أمير الأمراء، وأمر أن يخطب له على جميع المنابر، فقوي أمره، وعظم شأنه، وتصرف على حسب اختياره، واحتاط على أملاك ابن مقلة وضياعه، فحضر إليه ابن مقلة، وإلى كاتبه، وتذلَّل لهما في معنى الإفراج عن أملاكه، فلم يحصل منهما إلا على المواعيد، فأخذ ابن مقلة في السعي بابن رائق من كل جهة، وكتب إلى الراضي يشير عليه بإمساكه، وضمن له إن فعل ذلك، وقلده الوزارة، ليستخرجنَّ له ثلاثة آلاف ألف دينار، فأطمعه الراضي بالإجابة، فلما استوثق ابن مقلة من الراضي، ركب من داره، وقد بقي من شهر رمضان ليلة واحدة، واختار هذا الطالع؛ لأن القمر يكون تحت الشعاع، وهو يصلح للأمور المستورة، فلما وصل إلى دار الخليفة، لم يمكنه من الدخول إليه، واعتقل عليه في