للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٣٩٧ - الوزيو أبو الطاهر محمد بن محمد بن بقيَّة الملقب: نصير الدولة: وزير عزِّ الدولة ابن بُوَيْه، كان من أجلة الرؤساء، وأكابر الوزراء، وأعيان الكرماء، كان راتب شمعه في كل شهر ألفُ مَنٍّ، وكان من أهل أوانا (١) من عمل بغداد.

وكان في أول أمره صاحب مطبخ معز الدولة، وحسنت حالته عنده، وعند ابنه عز الدولة ورعى له خدمتَه لأبيه، فاستوزره يوم الاثنين، لسبع ليال خلون من ذي الحجة، سنة اثنتين وستين وثلاث مئة، ثم إنه قبض عليه لسبب اقتضى ذلك، وحاصله: أنه حمله على محاربة ابن عمه عضد الدولة، والتقيا على الأهواز وكُسر عز الدولة، فنسب ذلك إلى رأيه ومشورته، وقبض عليه يوم الاثنين، لثلاثَ عشرةَ ليلة بقيت من ذي الحجة، سنة لست وستين وثلاث مئة بمدينة واسط، وسَمَل عينيه، ولزم بيته، فلما قُتل عزُّ الدولة، وملك عضدُ الدولة بغداد، ودخلها، طلب ابنَ بقية المذكور، وألقاه تحت أرجل الفيلة، فلما قتلته، صلبه عند البيمارستان العضدي ببغداد في يوم الجمعة، لست خلون من شوال، سنة سبع وستين وثلاث مئة، ولم يزل مصلوبًا إلى أن توفي عضد الدولة في التاريخ المتقدم في ترجمته سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة، فأُنزل عن الخشبة، ودفن في موضعه.

* * *


(١) في الأصل: "أزانا"، والصواب المثبت.