للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٣٩٨ - أبو غالب محمد بن علي بن خلف الملقب: فخر الملك وزير بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة ابن بُويه: وكان من أعظم وزراء آل بويه على الإطلاق بعدَ ابن العميد، والصاحبِ بن عَبَّاد، وكان واسع النعمة، جمَّ الفضائل والأفضال، جزيل العطايا والنوال، قصده جماعة من أعيان الشعراء، ومدحوه، وأجازهم.

ولد بواسط سنة أربع وخمسين وثلاث مئة.

وَرَفَعَ إليه شخص قصة يسعى فيها بهلاك شخص، فوقف عليها، وقلبها، وكتب في ظهرها: السعاية قبيحة، صمان كانت صحيحة، فإن كنت أجريتَها مجرى النصح، فخسارتك فيها أكثرُ من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور (١)، ولولا أنك في خفارة، لقابلناك بما يشبه فعالك، وَيرْدعَ أمثالك، فاكتمْ هذا العيب، واتقِ مَنْ يعلم الغيب، والسلام.

ومحاسنُ فخر الملك كثيرة، ولم يزل في عِزّه إلى أن نقم عليه مخدومُه بهاء الدولة لسبب اقتضى ذلك، فحبسه، ثم قتله بسفح جبل قريب من الأهواز يوم السبت، لثلاثٍ بقين من شهر ربيع الأول، سنة سبع وأربع مئة، ودُفن هناك، ولم تعمق حفرته، فنبشته الكلاب وأكلته، ثم أعيد دفن رمَّته، فشفع فيه بعض أصحابه، فنقلت عظامه إلى مشهد


(١) في الأصل: "في منهوك في ستور"، والمثبت من "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢٨٣).