للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هناك، فدفنت فيه سنة ثمان وأربع مئة، فسبحان الفعال لما يريد.

* * *

٣٩٩ - أبو نصر محمد بن محمد بن جهير (١)، الملقب: فخر الدولة مؤيد الدين، التغلبيُّ الموصليُّ: كان ذا رأي وعقل، وحزم وتدبير، خرج من الموصل، وصار ناظر الديوان بحلب، ثم صُرف عنه، وانتقل إلى آمد مدة بطالاً، ثم توصل إلى أن استوزره الأمير نصر الدولة أحمدُ بن مروان الكردي صاحب مَيَّافارقين وديار بكر، وكان نافذ الكلمة، مطاع الأمر، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي نصر الدولة، وقام بالأمر ولدُه نظام الدين، فأقبل عليه، وزاد في إكرامه، فرتب أمور ديوانه، وأجراها على الأوضاع التي كانت في أيام أبيه، وكان عزل من الوزارة، ثم أعيد إليها، فأنشده بعضهم قصيدة يقول فيها:

قَدْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى نِصَابِهْ ... وَأَنْتَ مِنْ كُلِّ الوَرَى أَوْلَى بِهْ

مَا كُنْتَ إِلاَّ السَّيْفَ سَلَّتْة يَدٌ ... ثُمَّ أَعَادتْهُ إِلَى قِرَابِهْ

هَزَّتْهُ حَتَّى أَبْصرَتْهُ صَارِمًا ... وَبَرِيقُهُ (٢) يُغْنِيهِ عَنْ ضِرَابِهْ

وهي قصيدة طويلة، وكانت ولادته بالموصل سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة، وَمَلَك نصيبين ثم الموصل وسنجار، والرحبة والخابور،


(١) في الأصل: "جعفر"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (٥/ ١٢٧).
(٢) في الأصل: "وريقه".