للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وديار ربيعة أجمع، وخُطب له على سائر منابرها نيابة عن السلطان، وأقام بالموصل إلى أن توفي بها في رجب سنة ثلاث وثمانين (١) وأربع مئة.

وأما ولده عميد الدولة، فانتشر عنه الوقار والهيبة والعفة، وخدم ثلاثة من الخلفاء، ووَزَرَ لاثنين منهم، ولم يكن يُعاب بأشدَّ من الكبر الزائد - رحمه الله، وعفا عنه -.

* * *

٤٠٠ - أبو شجاع محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الملقب: ظهير الدين، الروذراوريُّ (٢) الأصل، الأهوازيُّ المولد: تولى الوزارة للإمام المقتدي بالله، بعد عزل عميد الدولة أبي منصور ابن فخر الدولة، وذلك في سنة ست وسبعين (٣) وأربع مئة، ثم عزل، وأعيد عميد الدولة.

ولمَّا قرأ أبو شجاع التوقيع بعزله، أنشد:

تَوَلاَّهَا وَلَيْسَ لَهُ عَدُوٌّ ... وَفَارَقَهَا وَلَيْسَ لَهُ صَدِيقُ

وخرج بعد عزله ماشياً يوم الجمعة من داره إلى الجامع، وثارت عليه العامة يسفِّهون عليه، وأُلزم بالقعود في داره، ثم خرج إلى روذراور،


(١) في الأصل: "ثلاث وثلاثين"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (٥/ ١٣٦).
(٢) في الأصل: " الزودباري"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (٥/ ١٣٤).
(٣) في الأصل: "أربعين".