للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالمملكة ابن (١) أخيه ألب أرسلان، وأقرَّه على حاله، وزاد في إكرامه.

ثم إنه أرسله إلى خوارزم شاه ليخطب ابنته، فارجف أعداؤه أنه خطبها لنفسه، وشاع ذلك بين الناس، فبلغ عميدَ الملك، فخاف تغيرَ قلب مخدومه عليه، فعمد إلى لحيته، فحلقها، وإلى مَذاكيره، فجَبَّها، ثم إن ألب أرسلان عزله عن الوزارة لسبب يطول شرحه، وفوض الوزارة إلى نظام الملك أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، وَحَبَس عميد الملك بنيسابور، ثم نقله إلى مرو، وحبسه في دار، وكانت عياله في حجرة بتلك الدار، وكان له بيت واحد لا غير، فلما أحس بالقتل، دخل الحجرة، وأخرج كفنه، وودع عياله، وأغلق باب الحجرة، واغتسل وصلى ركعتين، وأعطى للذي ندب لقتله مئة دينار، وقال: حقي عليك أن تكفنني في الثوب الذي غسلته بماء زمزم، وقال لجلاده: قل للوزير نظام الملك: بئس ما صنعت، علَّمت الأتراك قتل الوزراء، ومن حفر مهواة، وقع فيها، ومن دَقَّ سنة سيئة، فعليه وزرُها ووزر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة، ورضي بقضاء الله المحتوم، وقُتل يوم الأحد، سادس عشر ذي الحجة، سنة ست وخمسين وأربع مئة، وعمره يومئذ نيف وأربعون سنة.

ومن العجائب: أنه دفنت مذاكيره بخوارزم، وأريق دمه بمرو، ودفن جسده بقريته كُندُر، ورأسه بنيسابور. وكان نظام الملك هناك،


(١) في الأصل: "لابن".