للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي ذلك عبرة لمن اعتبر بعد أن كان رئيس عصره.

وكُندُر - بضم الكاف والدال، وسكون النون، والراء -: قرية من قرى طُرَيث - بضم الطاء وفتح الراء، وسكون الياء المثناة من تحتها، ويعدها ثاء مثلثة - وهي كورة من نواحي خراسان، خرج منها جماعة من العلماء.

* * *

٤٠٢ - أبو جعفر محمد بن علي بن أبي منصور، الفقيهُ الملقب: جمال الدين، المعروف بالجواد الأصفهاني: وزير صاحب الموصل أتابك زنكي بن آق سنقر، وكان حسن المحاضرة، مقبول المُفاكهة، ولما قتل زنكي على قلعة جعبر، أقره سيف الدين غازي بن أتابك زنكي على وزارته، وفوَّض إليه الأمر، وإلى زين الدين علي والد مظفر الدين صاحب إربل، ولم يزل يبذل ويعطي الأموال، ويبالغ في الإنفاق حتى عرف بالجواد، وصار ذلك كالعَلَم عليه حتى لا يقال: إلا جمال الدين الجواد، وأثر آثاراً جميلة، وأجرى الماء إلى عرفات أيام الموسم من مكان بعيد، وعمل الدَّرَجَ من أسفل الجبل إلى أعلاه، وبنى سور مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما كان خرب من مسجده.

وكان يحمل في كل سنة إلى مكة والمدينة من الأموال والكسوات للفقراء والمنقطعين ما يقوم بهم مدة سنة، وكان قصده كل خير، حتى جاء في سنةٍ غلاء مفرط، فواسى الناس، حتى إنه لم يبق له شيء.