للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في حياة جده شيخ الإسلام جمال الدين.

وكان جده ولي قضاء الشافعية بالقدس الشريف، ثم صرف عن القضاء وولي مشيخة المدرسة الصلاحية، وتوفي في سنة خمس وستين وثمان مئة.

وكان ولده قاضي القضاة، برهان الدين والد شيخ الإسلام نجم الدين - حين ذلك - متولياً لقضاء الشافعية، فتُكُلم له في مشيخة الصلاحية عند الملك الظاهر خشقدم، فأنعم له بها، وكتب له التوقيع بولايتها، ثم عَنَّ لقاضي القضاة برهان الدين أن يكون لولده؛ لاشتغاله هو بمنصب القضاء، والنظر في أحوال الرعية، فروجع السلطان في ذلك، فأجاب، وأنعم بولايتها للشيخ نجم الدين، فباشرها أحسن مباشرة، وحضر معه درسَها علماء ذلك العصر، منهم: الشيخ ماهر، وغيره من العلماء المعتبرين، وأثنوا عليه ثناء حسناً، ولم تزل بيده إلى أن توفي والده في التاريخ المتقدم في ترجمته.

واستقر شيخ الإسلام في قضاء الشافعية عوضاً عن والده مضافاً لمشيخة الصلاحية، وذلك في أواخر دولة الظاهر خشقدم، في أوائل سنة اثنتين وسبعين وثمان مئة، ثم انفصل من الوظيفتين في أواخر السنة المذكورة، وكان قد باشر القضاء تلك المدة بعفة ونزاهة وصيانة، مع لين جانب، ولم يلتمس على القضاء الدرهم الفرد، حتى تنزه عن معاليم الأنظار، واستمر في منزله يفتي، ويشغل الطلبة، وباشر وظيفة الخطابة بالمسجد الأقصى إلى سنة ثمان وسبعين وثمان مئة أعيد إلى وظيفة مشيخة