للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلاحية، وباشرها، وهو مستمر بها إلى وقتنا (١) - عامله الله بلطفه -.

* * *

٤٧٥ - [ ... ] (٢) الحنفيُّ، شيخ الإسلام: كان من أهل العلم والدين، باشر نيابة القضاء بالديار المصرية في أيام قاضي القضاة سعد الدين الديري ومن بعده، ثم تنزه عن الحكم مدة، ثم استقل بالقضاء عوضاً عن قاضي القضاة محب الدين بن الشحنة، في شهور سنة سبع وسبعين وثمان مئة، وباشر بعفة، وعمر الأوقاف، وضبط أحوال النواب في الأحكام، وقمع المناحيس والمفسدين، وكان يقول الحق، ولا يخاف في الله لومة لائم، وعلت كلمته، ونفذ أمره.

وكان شيخاً ربعة، أبيض الوجه واللحية، نيِّراً، حسن الشكل، متواضعاً.

وكان قد أبطل الألقاب التي تكتب للقضاة في السجلات، وأمر الشهود بعدم كتابة ذلك، واستمر على القضاء إلى أن توفي في يوم الاثنين، خامس عشر رمضان، سنة خمس وثمانين وثمان مئة، ودفن في مقابر باب النصر - رحمه الله -.


(١) قال في "شذرات الذهب" (٨/ ٩ - ١٠): "وتوفي بالقدس في حدود هذه السنة"؛ أي سنة إحدى وتسع مئة.
(٢) ما بين معكوفتين غير واضح في الأصل.