للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٧٦ - قاضي القضاة شرف الدين بن محمد بن عيد، الدمشقيُّ الحنفيُّ: شيخ الإسلام، كان من أهل العلم والدين، وباشر نيابة القضاء بدمشق، ثم تنزه عن الحكم، فلما توجه مولانا السلطان الملك الأشرف قايتباي إلى المملكة الشامية، في شهور سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة، صادف قدومه دمشق وفاة قاضي القضاة علاء الدين ابن قاضي عجلون الحنفي قاضي دمشق، فطلب من يصلح للقضاء، فذكر له القاضي شرف الدين بن عيد، فطلبه، وولاه قضاء دمشق على كُره منه، واستمر بها نحو سنتين، فحضر القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن عربشاه الحنفي إلى القاهرة، وسعى في وظيفة قضاء الحنفية بالشام، فتوقف السلطان في عزل ابن عيد، وامتنع من ذلك، فانتمى ابن عربشاه إلى الأمير قانصوه خمس مئة الدوادار الثاني يوم ذاك، فترامى على السلطان إلى أن ولي ابن عربشاه في شهر رجب، سنة أربع وثمانين وثمان مئة، واستمر ابن عيد معزولاً بدمشق.

فلما توفي القاضي شمس الدين الأمشاطي المذكور قبله، عينه السلطان لقضاء مصر، وأحضره إلى القاهرة، فوصل إليها في يوم الخميس، سابع عشر ذي القعدة، سنة خمس وثمانين وثمان مئة، وتمثَّل بالحضرة الشريفة، وفوض إليه القضاء يوم السبت، تاسع عشر الشهر المذكور، وأكرمه حين قدومه عليه، وعظمه، وأجلسه إلى جانبه، بعد أن نزل عن سرير الحكم، وكنت حاضراً ذلك المجلس، وكان يوماً مشهوداً، واستمر إلى يوم الأحد، سابع عشر المحرم، سنة ست وثمانين وثمان مئة،