فجلس في ذلك اليوم بالإيوان البحري المنسوب للحنابلة بالمدرسة الصالحية بخط بين القصرين، وأحضر له ملوطة جديدة قد خِيطت له، فلبسها، فلما استقرت على جسده، قال: اللهم كما ألبستني جديداً، أمتني شهيداً، وجلس وهو لابسها، فلم يمض على ذلك غير لحظة يسيرة، ووقعت الزلزلة، فنهض من صدر الإيوان إلى حافته، فوقعت عليه شرافة من ظهر الإيوان، فمات من وقته بعد العصر من يوم الأحد المذكور، واستمر إلى بكرة يوم الاثنين، ثامن عشر المحرم، سنة ست وثمانين وثمان مئة، وغسل، وجرد من الملوطة وهو على سرير غسله، وحُمل إلى سبيل المؤمنين بالرميلة، وصلى عليه السلطان وأركان الدولة، الخاصُّ والعام، وكان يوماً مشهوداً، ودفن بتربة السلطان، فكانت مدته ثمانية وخمسين يوماً - رحمه الله -.