للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسافرت من القاهرة، ولم أطَّلع له على تصنيف غيره، ولما قدر الله تعالى بولايتي لمنصب القضاء بالقدس الشريف، في سنة إحدى وتسعين وثمان مئة، بلغني عنه كل جميل من الجبر، وإظهار السرور بذلك، وتنفيذ ما يُعْرَض عليه من الأحكام الواردة على يد أربابها، ولقد شاهدت ذلك بعد عود المستندات إلى القدس الشريف، وهو مستمر في منصب الحكم العزيز إلى وقتنا - أمتع الله الإسلام والمسلمين بطول بقائه (١) -.

* * *

٤٨٢ - قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن قاضي القضاة شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد، الديريُّ العبسيُّ الحنفيُّ: مولده في ليلة الخامس عشر من شعبان، سنة خمس عشرة وثمان مئة بالقدس الشريف، وكان جده قاضي القضاة بالديار المصرية، وهو والد قاضي القضاة سعد الدين - المتقدم ذكره -، ووالده كان من أعيان العلماء، وهو من بيت علم ورئاسة.

باشر نيابة الحكم بالقدس الشريف عن أخيه القاضي جمال الدين عبد الله - المتقدم ذكره - مدة ولايته، ثم ولي القضاء استقلالاً عوضاً عن


(١) ذكره في "شذرات الذهب" (٧/ ٣٦٦) في وفيات سنة تسع مئة.