للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضي خير الدين بن عمران، ووردت إليه الولاية في تاسع عشري صفر، سنة تسع وسبعين وثمان مئة، وأقام بها إلى شعبان، سنة أربع وتسعين، فانفصل عنها، ثم أعيد إليها في أواخر ذي القعدة من السنة، ثم صرف عن القضاء في أواخر سنة خمس وستين وثمان مئة، فكانت ولايته نحو سبع عشرة سنة، وكانت مباشرته حسنة، والناس راضون منه، وعنده تواضع، ولقد أحسن إلينا في ولايته - عامله الله بلطفه -.

* * *

٤٨٣ - شيخ الإسلام كمال الدين أبو المعالي ابن الأمير ناصر الدين محمد بن أبي شريف، المقدسيُّ الشافعيُّ: الإمام القدوة المحقق، شيخ المذهب، رحلة الطلب، صاحب التصانيف المفيدة.

ولد في سنة اثنتين وعشرين وثمان مئة، ونشأ بالقدس الشريف، ثم سافر إلى الديار المصرية، ولقي جماعة من أعيان العلماء، وأخذ العلم عنهم، فصار نادرة وقته، وأعجوبة زمانه، وانتهت إليه رئاسة المذهب، وصار قدوة بيت المقدس ورئيسها ومفتيها.

ثم وقعت حادثة في القدس في رمضان، سنة خمس وسبعين وثمان مئة أوجبت سفره إلى القاهرة المحروسة، والاجتماع بالسلطان، فلما رآه السلطان، وجالسه، وعرف مقامه، أنعم عليه باستقراره في مشيخة الصلاحية بالقدس الشريف، فتوقف في القبول، فألزم به.

وتمثل بالحضرة الشريفة في شهر صفر، سنة ست وسبعين وثمان