للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مئة، فلما قدم على السلطان، نزل عن سرير الملك، وتلقاه، وأكرمه، وفوض إليه الوظيفة المشار إليها، وألبسه التشريف، وكان صحبته الشيخ شهاب الدين العميري - المتقدم ذكره -، فألبس جنده، وقرر في مشيخة المدرسة الأشرفية التي هدمت، وبني مكانها المدرسة الموجودة الآن بالمسجد الأقصى، التي هي بيد شيخ الإسلام الكمالي المشار إليه، والقاضي شهاب الدين أحمد بن عبية الشافعي استقر في قضاء الشافعية بالقدس، والقاضي خير الدين بن عمران في قضاء الحنفية، وأُلبس كل منهما تشريفاً، وحصل لهم الجبر من المقام الشريف.

ثم سافر شيخ الإسلام المشار إليه، وصحبته القاضيان المشار إليهما من القاهرة، ودخلوا إلى القدس الشريف في يوم الاثنين، ثاني عشري شهر ربيع الأول، سنة ست وسبعين وثمان مئة، وكان يوماً مشهوداً، وباشر المدرسة الصلاحية مباشرة حسنة، وعمرها، وصرف المعاليم، وعمل بها الدروس المشهورة، وأقام نظامها أحسن قيام، واستمر بها نحو سنتين.

ثم استقر بها الشيخ نجم الدين محمد ابن قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة في شهور سنة ثمان وسبعين وثمان مئة، وتوفي والده الأمير ناصر الدين - رحمه الله تعالى - في جمادى الأولى، سنة تسع وسبعين وثمان مئة عن ست وثمانين سنة.

وكان شكلاً حسناً، مهيباً - رحمه الله تعالى، وعفا عنه -.