للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكعبة المشرفة، وأن النصارى يقصدون انتزاعه من أيدي المسلمين.

فورد إلى شيخ الإسلام الجواب على يد الأمير أزبك الخاصكي، الوارد من الأبواب الشريفة بالكشف على الأمير دقماق ناظر الحرمين ونائب القدس بالنظر في أمر القبة المذكورة، وقبر سيدنا داود، والعمل في ذلك بما يقتضيه حكم الشرع الشريف، وهدم البناء المستجد المخالفِ للشرع الشريف.

فتوجه شيخ الإسلام المشار إليه، وصحبته الخاصكي، وناظر الحرمين دقماق، والشيخ نجم الدين شيخ الصلاحية، والقضاة الأربعة، وجماعة من الفقهاء والأعيان، والخاص والعام، وجلسوا بالقبة المذكورة، وقامت البينة عند قضاة الشرع بأن هذه القبة محدَثة، فأفتى شيخ الإسلام بهدمها، ووافقه شيخ الصلاحية، فحكم القضاةُ بهدمها، فهُدمت بحضورهم في يوم جلوسهم بها، وهو يوم السبت، ثاني رجب سنة خمس وتسعين وثمان مئة، وقرأ عند قبر سيدنا داود ما تيسر من القرآن، والذكر، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأهدي في صحائف السلطان.

وكان يوماً مشهوداً، أظهر الله فيه الإسلام، وأخمد الكفر.

وكان إحداث القبة المذكورة في صفر، سنة أربع وتسعين وثمان مئة، فكان بقاؤها نحو سنة وأربعة أشهر، ولما هدمت بقي بعض آثارها، فورد مرسوم شريف ثانٍ على شيخ الإسلام المشار إليه بإكمال هدمها، ومحو أثرها، فتوجه شيخ الإسلام، وصحبته ناظر الحرمين الشريفين،