للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في يوم الخميس، الثلاثين من شهر رمضان، سنة أربع وتسعين وثمان مئة، ودفن في يومه بعد صلاة العصر إلى جانب قبر والده بتربة ماملا ظاهر القدس الشريف، وعمره يوم وفاته نحو خمس وخمسين سنة - تقريباً -. رحمه الله، وعفا عنه، وعوضه الجنة.

* * *

٤٨٥ - قاضي القضاة شمس الدين، أبو عبد الله محمد بن علي بن الأزق المغربي، الأندلسيُّ المالكيُّ: كان من أهل العلم والصلاح، وكان قاضياً بمدينة غرناطة بالأندلس، فلما استولى عليها الفرنج، خرج منها مستنفراً لملوك الأرض في نجدة صاحب غرناطة، فتوجه لملوك المغرب، فلم يحصل منهم بنتيجة، فحضر إلى الملك الأشرف قايتباي، فاحتج عليه باشتغاله بقتال ابن عثمان، فتوجه إلى مكة المشرفة، وجاور بها، وزار المدينة الشريفة ورجع إلى القاهرة المحروسة في أول سنة ست وتسعين وثمان مئة، فتُكُلم له في شيء يحصل له منه ما يستعين به على القوت، فأنعمت الصدقات الشريفة له بقضاء المالكية بالقدس الشريف، فاستقر بها في رابع رمضان من السنة المذكورة، ثم قدم إلى القدس في يوم الاثنين، سادس عشر شوال، سنة ست وتسعين وثمان مئة، وأقام بها نحو الشهر وهو يتعاطى الأحكام بعفة من غير تناول شيء، ثم حصل له توعك واستمر إلى أن توفي في يوم الجمعة بعد فراغ الصلاة، سابع عشر ذي الحجة الحرام، سنة ست وتسعين وثمان مئة، ودفن في يومه