للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البصريُّ: كان عالماً بفنون من العلم، صدوقاً ثقة، صاحب غريب وشعر، ورواية للحديث، وضاقت المعيشة عليه بالبصرة، فخرج يريد خراسان، فشيعه من أهل البصرة ثلاثة آلاف رجل، ما منهم إلا محدِّث، أو نحوي، أو عروضي، فلما صار بالمِرْبَد، جلس، . وقال: يا أهل البصرة! يعز - والله - عليَّ فراقُكم، والله! لو وجدت في كل يوم كيلجة، ما فارقتكم، فلم يكن منهم أحد يتكلف له ذلك، وسار حتى وصل خراسان، فحصَّل منها مالاً عظيماً.

وكان إقامته بمرو، وله مع المأمون بن الرشيد - لمَّا كان مقيماً بمرو - حكايات ونوادر؛ لأنه كان يجالسه. فمن ذلك: ما حكاه الحريري في كتاب "درة الغواص في أوهام الخواص" في قوله: ما هو سَدَاد من عَوَز، فيلحنون في فتح السين، وصوابه بالكسر، وقد جاء: أن النضر بن شميل المازني استفاد بهذا الحرف ثمانين ألف درهم، ثم ذكر إسناداً انتهى فيه إلى محمد بن واضح الأهوازي، قال: حدثني النضر بن شميل، قال: كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت ذات ليلة في ثوب مرقوع، فقال: ما هذا التقشف حتى تدخل على أمير المؤمنين في هذه الخلقات؟ قلت: يا أمير المؤمنين! حرُّ مَرْو شديد، فأبترد بهذه الخلقات. قال: لا، ولكنك قشف، ثم أخذنا في الحديث، فأجرى هو ذكر النساء، فقال: حدثنا هشيم عن خالد، عن الشعبي، عن ابن عباس - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ لِدِينِهَا وَجَمَالِهَا، فَإِنَّ فِيهَا