للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان مشهور الفضل، وأفقهَ أهل عصره، ولم يتقدمه أحد في زمانه، وكان نهاية في العلم والحلم، والرياسة والقدر، وهو أول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، ونشر مذهبه في أقطار الأرض، ولولاه، ما انتشر مذهب أبي حنيفة.

ومن كلامه: صحبةُ مَنْ لا يخشى العارَ عارٌ يوم القيامة.

وكان يقول: رؤوس النعم ثلاثة: فأولها: نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها.

والثانية: نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها.

والثالثة: نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها.

وأكثر الناس من العلماء على تفضيله وتعظيمه.

ولد سنة ثلاث عشرة ومئة، وتوفي يوم الخميس، أول وقت الظهر، لخمسٍ خلون من شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثمانين ومئة، ومات وهو على القضاء بالجانب الغربي ببغداد - رحمه الله تعالى، وعفا عنه -.

* * *

٥٢٤ - أبو يوسف يعقوب - صاحب المغرب - بن أبي يعقوب يوسف بن أبي محمد عبد الحق بن علي، القيسيُّ الكوفيُّ، صاحبُ بلاد المغرب: بويع بعد موت والده، وعقدوا له الولاية، ودعوه بأمير المؤمنين كأبيه وجده، ولقبوه: المنصور، فقام بالأمر أحسن قيام، وهو الذي أظهر أُبَّهة ملكهم، ورفع راية الجهاد، ونصب ميزان العدل، وحكم