للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولما حضرت الوفاة الأمير يعقوب، وقضى نحبه، بايع الناس ولدَه أبا عبد الله محمدَ بن يعقوب، وتلقب بالناصر، وقُتل في سنة عشر وست مئة.

ثم تولى بعده أبو يعقوب يوسف بن محمد بن يعقوب، وتلقب بالمستنصر بالله، ولم يكن في بني عبد المؤمن أحسن منه وجهًا، ولا أبلغ في المخاطبة، إلا أنه كان مشغولاً براحته - رحمه الله تعالى -.

* * *

٥٢٥ - يعقوب بن داود بن عثمان بن عمر بن طهمان السلمي، والي خراسان: كان سخياً جواداً، كثير البر والصدقة، واصطناع المعروف، وكان مقصوداً ممدوحًا، ولما مات المنصور، وقام بالأمر ولدُه المهدي، جعل يعقوبُ يتقرب إليه حتى أدناه، واعتمد عليه، وعلت منزلته عنده، وعظم شأنه حتى خرج كتابه إلى الدواوين: أن أمير المؤمنين قد آخى يعقوب بن داود.

وحج المهدي سنة ستين ومئة، ويعقوب معه، ثم استوزره في سنة ثلاث وستين ومئة، وغلب يعقوب على أمور المهدي كلها، وزيَّن له هواه، فأنفق الأموال، وأَكَبَّ على اللذات والشراب وسماع الغناء، واستقل يعقوب بالتدبير، وكان يعقوب قد ضجر مما كان فيه، وسأل المهدي الإقالةَ وهو ممتنعٌ.

ثم إنه اتهم بميله إلى العلوية، ووقع منه بسبب ذلك ما أوجب تغيرَ