للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خاطر المهدي، فحبسه، فأقام سنتين وشهورًا إلى أيام الرشيد، ثم ذكر يحيى بن خالد البرمكي أمره، فشفع فيه، وأمر بإخراجه، فأُخرج وقد ذهب بصره، وأحسن إليه الرشيد، وردَّ عليه ماله وخبزه، وخيَّره المقام حيث يريد، فاختار مكة، فأذن له في ذلك، فأقام بها حتى مات في سنة سبع وثمانين ومئة.

ولما أُطلق يعقوب، سأل عن إخوانه، فأُخبر بموتهم، فأنشد:

لِكُلِّ أُنَاسٍ مَقْبَرٌ بِفِنَائِهِمْ ... فَهُمْ فِي انْتِقَاصٍ وَالقُبُورُ تَزِيدُ

هُمُ جِيرَةُ الأَحْيَاءِ أَمَّا مَحَلُّهُمْ ... فَدَانٍ وَأَمَّا المُلْتَقَى فَبَعِيدُ

- رحمه الله، وعفا عنه -.

* * *

٥٢٦ - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البَرِّبن عاصم، القرطبيُّ: إمام عصره في العلم والحديث والأثر، وما يتعلق بهم (١)، وله مصنفات كثيرة نافعة، وكان موفقًا في التأليف، مُعانًا عليه، وانتفع به خلق كثير، وفارق قرطبة، وكان في غرب الأندلس مدة، ثم تحول في شرق الأندلس، وتولى فضاء الأستون (٢) في أيام مَلِكها المظفر.


(١) كذا في الأصل.
(٢) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٧/ ٦٧)، وفيه: "ولي قضاء الأشبونة، وشنترين".