للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سلطنه الأشرف أينال.

فلما تسلطن الملك الظاهر خشقدم، ولاه، ثم عزله بالقاضي علم الدين، فلما توفي القاضي علم الدين في سنة ثمان وستين وثمان مئة، استقر في القضاء إلى سنة سبعين وثمان مئة، فوقعت حادثة أوجبت عزله هو والقاضي محب الدين بن الشحنة الحنفي، واستمر معزولاً إلى أن توفي، واستقر عوضه القاضي صلاح الدين أحمد المكيني، ثم عزل، واستقر عوضه القاضي بدر الدين أبو السعادات محمد البلقيني، ثم عزل، واستقر عوضه القاضي ولي الدين الأسيوطي - المتقدم ذكره في حرف الهمزة -، وذلك في سنة إحدى وسبعين وثمان مئة، فشق على القاضي شرف الدين المناوي ولاية الأسيوطي، وأنكر ذلك غاية الإنكار؛ لأنه لم يؤهله لذلك، ثم حضر القاضي ولي الدين إلى القاضي شرف الدين ليسلم عليه بعد الولاية، فكان من خطابه له: إذا أشكل عليك أمر، فراجعنا فيه، قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: ٧].

ثم بعد يسير توفي القاضي شرف الدين المناوي ليلة يسفر صباحها عن نهار الاثنين، ثالث عشر أو ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة إحدى وسبعين وثمان مئة.

وكان موصوفًا بالعفة في مباشرته، والورع والتواضع، كثير العبادة والتهجد، وهو شيخ قاضي القضاة زكريا - أمتع الله الأنام بجوده -، وقد سلك غالب طريقته؛ من الورع، والتقشف، وكتب علامته في الحكم،