للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهي: الحمد لثه خير الفاصلين - رحمه الله، وعفا عنه -.

* * *

٥٣٢ - القاضي شرف الدين يحيى بن محمد، الأنصاريُّ الأندلسيُّ المغربيُّ المالكيُّ: كان من أهل العلم، خصوصًا في العربية، قدم من بلاد المغرب، وأقام بحلب وبالقدس، ثم دخل القاهرة في سنة ثمان وثمانين وثمان مئة في أول رمضان، فحضر مجلس القاضي قطب الدين الخيضري، وتكلم في درسه، فظهرت له فضيلة، فتكلم له في قضاء المالكية بالقدس، فولاَّه السلطان في أواخر سنة ثمان وثمانين وثمان مئة، من غير بذل أو كُلفة، ثم حضر إلى القدس في صفر سنة تسع وثمانين وثمان مئة، واستمر بها إلى شهر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثمان مئة، فورد كتاب القاضي زين الدين بن مزهر صاحب ديوان الإنشاء بعزله، فتوجه من القدس الشريف إلى القاهرة، وأقام بها أيامًا، ثم توجه إلى جهة الحجاز، ثم ورد في أول سنة ست وتسعين وثمان مئة (١) الخبر إلى القدس الشريف صحبة الحاج بوفاته بأرض اليمن - رحمه الله تعالى، وعفا عنه -.

وكانت ولايته القدس بعد شغورها عن القاضي علاء الدين بن المزوار - المتقدم ذكره - نحوَ سبع سنين، فإن القاضي علاء الدين توجه


(١) قال المصنف رحمه الله في "الأنس الجليل" (٢/ ٢٥٣): "وسافر إلى بلاد جازان، فتوفي بها في شوال سنة خمس وتسعين وثمان مئة".