للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من القدس في سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة، وأقام بالقاهرة، وهو باق على الولاية إلى حين وفاته في سنة خمس وثمانين وثمان مئة، ولم يستخلف أحدًا عنه في الحكم.

ثم استمرت الوظيفة على الشغور نحو أربع سنين بعد وفاته إلى أن استقر بها القاضي شرف الدين، ويقال: إن القاضي شمس الدين محمد ابن الأزرق الأندلسي - المتقدم ذكره في حرف الميم - هو شيخ القاضي شرف الدين يحيى المذكور، اشتغل عليه بالعلم في بلاد الأندلس، والله - سبحانه وتعالى - أعلم.

* * *

٥٣٣ - الشيخ محيي الدين النووي - رَحِمَهُ اللهُ - أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي - بحاء مهملة مكسورة بعدها زاي معجمة - النوويُّ الشافعيُّ: محرّر المذهب ومهذِّبه، ومنقِّحه ومُرتِّبه، صاحب التصانيف المشهورة المباركة النافعة، السابق بالفضائل.

ولد في العشر الأول من المحرم، سنة إحدى وثلاثين وست مئة بنوى من الشام من عمل دمشق، وقرأ بها القرآن، وقدم دمشق سنة تسع وأربعين، وقرأ "التنبيه" في أربعة أشهر ونصف، وحفظ ربع "المهذب" في بقية السنة، ومكث قريبًا من سنتين لا يضع جنبه إلى الأرض، وكان يقرأ في اليوم والليلة اثني عشر درسًا على المشايخ في عدة من العلوم.

وكان - رحمه الله تعالى - على جانب كبير من العبادة والعمل