للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن فاوضَه لحاجة صابَرَهُ حتى يكون هو المنصرفَ.

ولا يجلس إليه أحد وهو يصلي، إلا خفف صلاته، وأقبل عليه، وقال: "ألكَ حاجةٌ؟ "، فإذا فرغ من حاجته، عاد إلى صلاته.

يُكرِم من يدخل عليه، وُيؤثر الداخلَ عليه بالوسادة، حتى التي تكون تحته، فإن أبى أن يقبلها، عَزَم عليه حتى يفعل.

وما استصغاه أحد، إلا ظن أنه أكرمُ الناس عليه، حتى يعطي كلَّ من جلس إليه نصيبه من وجهه.

أرأفُ الناسِ، وخيرُهم، لا تُرفَع في مجلسه الأصوات، إذا قام من مجلسه، قال: "سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أَستغفرُكَ وأتوبُ إليك" (١).

طويل السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، ويعظُ بالجدِّ والنصيحة، ويقول: "لا تَضْرِبوا القرآنَ بعضَه ببعضٍ، فإنه أُنزلَ على وجوه" (٢).

وإذا نزل به الأمر، فوّض وتبرأ من الحول والقوة.

وأَحبُّ الطعام إليه ما كثرت عليه الأيدي، وإذا وضعت المائدة،


(١) رواه أبو داود (٤٨٦٠) عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -، والترمذي (٣٤٣٣)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٦٣٩): رواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد حسن.